لماذا زار جعجع الحريري فجأة

Whatsapp

ليست العادة أن يزور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيت الوسط في وضح النهار. مختلف اللقاءات التي عقدت بينه وبين الرئيس سعد الحريري كانت ليلية. وأن يتوجه جعجع من معراب إلى بيت الوسط ظهراً، فهذا يعني أن هناك ما كان يستدعي الزيارة. ووفق مصادر متابعة فإن طروحات عدة تنامت إلى معراب، منذ أطلق الحريري جولة مشارواته الجديدة للوصول إلى صيغة حكومية مقبولة. ومن بين الطروحات منح القوات نائب رئيس الحكومة ووزير دولة بالإضافة إلى وزارتين غير أساسيتين او وازنتين. استبق جعجع تلك الطروحات، وقرر الهجوم بدلاً من انتظار لحظة الدفاع. أبلغ الحريري أنه لا يزال على موقفه وليس مستعداً لتقديم مزيد من التنازلات، لأن القوات كانت أول من سهّل وتنازل في سبيل تشكيل الحكومة، بينما الفريق الآخر كان يعترض ويتمسك بتصعيده وموقفه الهادف إلى تحجيم الآخرين.



وتشير المصادر إلى أن الحريري أبلغ جعجع طرحاً جديداً، يقضي باعطاء القوات نائب رئيس الحكومة على أن يكون بنفسه وزير دولة، بالإضافة إلى وزارة التنمية الإدارية، وهي أيضاً وزارة دولة، ووزارة التربية. بينما بقيت الوزارة الرابعة غير معروفة وغير محسومة، في ظل تمسك رئيس الجمهورية بوزارة العدل، وحزب الله بالصحة، وتيار المردة بالأشغال التي يطالب بها التيار الوطني الحر.



وتؤكد المصادر أن جعجع رفض الطرح، على الرغم من عدم اعتراضه على وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، ولكن الحقائب الأخرى غير متوازنة، ولا تليق بالقوات وبموقفها وبنتائج الانتخابات. ووفق مصادر القوات فإن الطرح يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتشاور. وإذا ما بقيت الأمور على حالها، فهذا لا يظهر أن الحكومة قد تكون قريبة.



من جهة أخرى، فإن الخلاف على منصب نائب رئيس الحكومة لم يحسم بعد، إذ صحيح أن الحريري طرح على القوات ذلك، ولكن التيار الوطني الحر غير موافق بعد. وتلفت المصادر إلى أن الوزير جبران باسيل يريد تسمية نجاد عصام فارس لهذا المنصب، بينما مصادر أخرى تعتبر أن باسيل قد يرضى بالتخلي عن منح هذا المنصب لفارس، لأن ليس من مصلحته حالياً إبرازه في السياسة، خصوصاً أن فارس من غير السهل السيطرة عليه او وضعه تحت جناحيه.



كأن جعجع في زيارته الاستباقية إلى بيت الوسط، كان قد قرأ مزيداً من التصعيد من جانب التيار الوطني الحر. وصوابية رأي جعجع تجلّت في الموقف الذي أطلقه الرئيس ميشال عون خلال عودته من نيويورك إلى بيروت، إذ أشار إلى أنه لن يتدخل ليضغط على الوزير باسيل، لأنه لن يضغط على طرف دون الضغط على الآخر، وهو ليس رئيس تكتل لبنان القوي. ويوحي ذلك بأنه غير مستعد للتنازل، مستذكراً أنه لم يستطع إنجاز تعيين في وزارة الإعلام. وهذه لطشة المقصود بها القوات، وخصوصاً الوزير ملحم الرياشي، الذي يعتبر القواتي الأقرب لعون. ما يؤشر إلى أن الأزمة بين الطرفين ستسمر في التصاعد.



قراءة جعجع هذه دفعته إلى شد الأواصر مع الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على قاعدة توحيد الموقف وتصليبه، والرد على ما تعرضت له القوات والمستقبل في مجلس النواب. لذلك، هناك من يشير إلى محاولة جعجع اقناع الحريري بالذهاب إلى توجيه دعوات لعقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال، تحت عنوان جلسات الضرورة على غرار جلسات تشريع الضرورة في مجلس النواب. وإذ تعتبر المصادر أن الحريري يفكّر في هذا الامر، إلا أنها تشير إلى أنه لم يحسم هذا الخيار طالما أنه لا يتوافق عليه مع رئيس الجمهورية.

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*