مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

Whatsapp

تغطى النهار بعيون تشبه قلب النهار، رالف ملاحي أحد الأبطال العشرة من طاقم الدفاع المدني الذين ذهبوا ميناء بيروت بأجسادهم، فذهبوا فرق إهمال وفساد وجريمة نووية.

جال جثمان ملاحي اليوم على أحياء كان يطفىء نارها، فانطفأ قلبها على غيابه، وشيعته مرفوعا روحا وجسدا في يوم انتقال السيدة العذراء بالروح والجسد. وكان ملاحي نجمة علقت على كل كتف ويد وخد شارك في مراسم وداعه.

وسبت التشييع حجز له موعدا مع شهادة جديدة لابن بلدة البابلية ثروت حطيط، الذي قضى في أثناء خدمته، بانفجار مرفأ بيروت. ولعائلتي الضحيتين ملاحي وحطيط اللذين اجتمعا على شهادة واحدة كل العزاء، كما كل الاعتذار عن أي حالات غضب وكلمات عدت مسيئة في أثناء البث المباشر على قناة “الجديد”، والتي لا تمثل خط احترام ثابتا تنتهجه المؤسسة، ولا تسمح بتحويل هوائها إلى منبر للتشاتم، ومن دون إغفال حق الناس في النقد، ولكن الغاضبين منهم والمجرحين والمجروحين على حد سواء يريدون معرفة قاتل المدينة وجارح سكانها ومشوه عمرانها.

فمن بين رفع المسؤوليات التي انهالت على اللبنانيين منذ الرابع من آب، لم يتحمل مسؤول واحد فعلته، وراحت التصريحات توزع نفي ملكية وصلاحية ومسؤولية. ومع تجهيل الفاعل لتاريخه، فإن “الجديد” تولت منذ أول العصف، مهام الكشف عن الأدوار، من العنابر الجمركية إلى العنابر السياسية. واليوم نسأل: ماذا عن العنبر الأمني- السياسي الذي يمثله مجلس الدفاع الأعلى؟.

خلال أيام سابقة لفتنا إلى أن بند نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، جرى استبعاده من جلسة مجلس الدفاع وسقط ليس سهوا، فثمة من عده بندا غير ذي صفة عاجلة، ولا يستحق الأهمية لكون المواد مخزنة في المرفأ منذ عام 2013 ولا تحتاج إلا إلى حراسة قضائية وإحكام الأبواب المهترئة.

حذف البند عن جدول الأعمال من دون معرفة الوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأعضاء، ولم يبلغوا أن مادة شديدة الخطر قد وردت في كتاب لجهاز أمن الدولة الذي حذر من أن تفجيرها سيؤدي إلى دمار مرفأ بيروت على نحو كامل.

وفي تعقب الفاعل، يتضح أن الأمين العام للمجلس الأعلى اللواء محمود الأسمر، هو الصاعق الذي عطل طرح البند وسحبه من جدول أعمال المجلس لينفجر على المرفأ. واستلحاقا، لكن بعد ارتكاب الآثام وفوات الأوان، راح اللواء الأسمر “يفرز” تحذيرات أمنية ويوزع كتبا على المرجعيات تنذر بوقوع تفجيرات في عدد من المناطق. لكن من سيقول للواء المتأخر “وقف يا أسمر”؟، من سيقوم باستدعائه للتحقيق وسؤاله عن إخفاء حقيقة بحجم دمار بيروت، وعن سبب نصحه لرئيس الحكومة المستقيل حسان دياب لصرف النظر عن زيارة المرفأ ومعاينة المخزون المتفجر؟.

و”الجديد” ستفعل وتسأل خلال هذه النشرة، لتفتح بعد الأخبار الصندوق الخشبي الأسود داخل العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، مع الزميلين رياض قبيسي وليال أبو موسى. وسنعرض صورا حصرية للعنبر المميت، ومستندات وزارتي الأشغال والمالية والجمارك وهيئة القضايا.

Whatsapp