مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

Whatsapp

غادر ديفيد هيل بيروت، تاركا خلفه سؤالا طرحه على المسؤولين اللبنانيين: أي لبنان أنتم فيه اليوم؟، وأي لبنان تريدون في المستقبل؟.

السؤال الذي طرحه نائب وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وهو بمثابة كرة نار، دعمه بمطالبة كل من التقاهم بضرورة إحداث تغيير، كما دعمه بالتذكير بفشل السلطات اللبنانية، وعلى مدى عقود بالوفاء بالتزاماتها، في ما يتعلق بوقف الفساد وسوء الإدارة، وتنفيذ الإصلاحات الفعلية بعيدا عن الوعود غير القابلة للترجمة الفعلية.

هيل رمى في ملعب اللبنانيين المنقسمين أصلا، كرة نار ثانية فقال: لن تملي واشنطن أو حلفاؤها على اللبنانيين أي مخارج من الأزمة الحالية، فالوقت الآن، ختم هيل، ليحدد لبنان رؤيته للمستقبل، بناء على ما يريده هو، وليس بناء على رؤية خارجية.

قالت واشنطن كلمتها وغادرت، تماما كما فعل الرئيس الفرنسي العائد في الأول من أيلول إلى بيروت، ليحصل عل أجوبة من المسؤولين اللبنانيين عن الخطة التي قدمها في زيارته إلى لبنان، في شأن تشكيل حكومة لديها مهمة الإنقاذ.

في المحصلة، تبدو صورة الأيام المقبلة قاتمة غير واضحة، فالأميركيون ومعهم الفرنسيون لم يطرحوا حلولا محددة، ولم يضعوا شروطا لشكل الحكومة المقبلة، باستثناء شرط الإصلاحات أولا، قبل أي مساعدات، وشرط أن تكون الحكومة مقبولة من شارع ثورة 17 تشرين.

أمام هذا الواقع، تطرح الأسئلة التالية: إذا كان المطلوب من الغرب حكومة مقبولة من شارع 17 تشرين، فهل يقبل هذا الشارع بحكومة وحدة وطنية؟. وهل يقبل هذا الشارع بحكومة تكنوقراط يترأسها سعد الحريري؟. وإذا رفض هذا الشارع هاتين الفرضيتين، وأصر على حكومة أسماها محايدة، هل يتقبلها الشارع الآخر، وماذا سيقول “حزب الله” الذي أعلن أمينه العام أمس دعمه لحكومة الوحدة الوطنية، عن هكذا حكومة؟.

الأيام المقبلة ستحسم الخيارات، عبر تشاور وطني واسع لإنتاج حكومة، ينقسم السياسيون حتى الساعة على شكلها، بين من يريدها حيادية، أو يريدها حكومة وحدة وطنية محمية سياسيا، وبين من يريدها حكومة فاعلة أهدافها الإنقاذ ومعالجة تداعيات انفجار المرفأ ومواكبة التحقيقات، وإطلاق عجلة صندوق النقد الدولي.

حتى تبلور الصورة، يبدو الوضع ذاهبا نحو المزيد من الاشتباك البارد، محليا، إقليميا ودوليا، فيما اللبنانيون يلملمون وجع التفجير الساخن.

Whatsapp