‘حزب الله’ الأقوى بين الضعفاء.. والحرب الإيرانية-الإسرائيلية ‘مستبعدة’

Whatsapp

تزداد الضغوط الاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان زخماً، ويبدو أنّ المرحلة التي تسبق 3 تشرين الثاني المقبل- موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة- ستتسم بالسخونة على مختلف الجبهات، السياسية والميدانية والأمنية والميدانية. الجميع خاسر في ميزان الربح والخسارة، لكن تبقى ظروف البعض أفضل من سواهم. فعلى الرغم من العقوبات المفروضة على “حزب الله” وقانون “قيصر”، تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية مواكبة أنّ وضع الحزب أفضل من غيره على الرغم من حال الوهن والضعف الذي يتحكم بجميع الأفرقاء اللبنانيين من دون استثناء ومن ضمنهم الحزب نفسه.
وتشرح المصادر موقفها بالقول إنّ “حزب الله” يبقى الأكثر تنظيماً والأكثر استعداداً والأقل تطلباً، لافتةً إلى أنّه الفريق الوحيد الذي “ما زال يحصل على تمويل ولو شحيح”. وتضيف المصادر: “في المقابل، يشتكي الأفرقاء الآخرون من انعدام التمويل وشح المصادر غير المنظورة والانقسامات التي ضربت مختلف التيارات السياسية على اختلاف مشاربها وطوائفها وصولاً إلى الأحزاب الصغرى والتي أدّت عكس المرتجى من العقوبات الأميركية”.

في السياق نفسه، تقول الباحثة اللبنانية حنين غدار إنّ العقوبات على “حزب الله”، وإن لم تكن تمتلك تأثيراً مدمراً عليه، قد تردع حلفاءه ودمشق عن الرغبة بتحسين العلاقات اللبنانية-السورية. وتضيف غدار، المقرّبة من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر: “يدعو “حزب الله” الحكومة (اللبنانية) إلى تطبيع علاقات لبنان مع نظام الأسد، وبالطبع لا يريد أياً من حلفاء “حزب الله” تحدي قانون قيصر، لا سيما في ظل المفاوضات مع المجتمع الدولي لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية المدمرة”.

وفي حديثها مع “صوت أميركا”، تستبعد غدار استعداد “حزب الله” لزيادة الضغوط مع الولايات المتحدة، لا سيما في وقت ترزح فيه إيران تحت ضغوط قاسية. وتقول غدار إنّ “حزب الله” مرتبط بالوضع المالي اللبناني الحالي، مضيفةً: “يدرك (حزب الله) أنّ أي تصعيد إزاء الولايات المتحدة سيكون خطيراً”، ومعتبرةً أنّ أولوية “حزب الله” تتمثل حالياً بـ”الانتظار ومحاولة الحفاظ على الستاتيكو في الأشهر القليلة القادمة حتى موعد الانتخابات الأميركية”.

تنسجم تصريحات غدار مع موقف المصادر الديبلوماسية، إذ تستبعد الأخيرة اندلاع حرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، على الرغم من التقارير التي تتوقع مواجهة عسكرية في تشرين الأول المقبل. وتعتبر المصادر أنّ أسباباً عديدة تقف وراء وجهة نظرها هذه، أوّلها أنّ إيران لم تشن يوماً حرباً مباشرة، حيث اعتمدت على أذرعها في كل من اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، ناهيك عن أنّ طهران تشتكي من وهن اقتصادي كبير نتيجة العقوبات المفروضة عليها وتفشي فيروس كورونا.

وفي حين تخشى إيران تساقط آلاف الصواريخ عليها وبالتالي تدمير العديد من المنشآت الحيوية بغض النظر عن نتيجة الحرب وعودة الهجرة منها إلى الخارج، تبيّن المصادر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات، فيعني هذا السيناريو أنّ الإدارة الأميركية الجديدة ستنتقم منه شخصياً بسبب اعتبار الديمقراطيين أنّه وجه لهم طعنة باصطفافه إلى جانب ترامب.

وعليه، توقعت المصادر ارتفاع منسوب الضغوط كحرارة الطقس، في وقت يدفع اللبنانيون كلهم الثمن وينتظرون وزيراً من هنا وسفيراً من هنا ليأتيهم بترياق لن يصل قبل اتضاح لوحة الانتخابات الأميركية.

Whatsapp