ظاهرة الزواج في زمن الكورونا . لا حفل ولا معازيم . وقضاء شهر العسل في الحجر المنزلي

خاص صور برس – حسين شعيتو

شهر واحد تقريبا هو الوقت الذي مضى على اجتياح وباء كورونا للعالم والذي منع الناس من أي تجمع أو مناسبة وألقى بظلال الحجر على الكرة الأرضية للحد من انتشار الفيروس الفتاك .

في هذا الشهر تغير وجه العالم ككل . أقفلت المراكز الدينية المقدسة ودور العبادة وتوقفت معظم المناسبات الجماهيريه وألغيت كل المراسم والاحتفالات سواء المفرحة منها أو المحزنه .

ولكن . وفي ظل هذا المشهد السوداوي هناك من وجد جانبا ايجابيا يكاد لايتكرر أكثر من مرة في العمر .

أنهم الشباب المقبلون على الزواج . الذين وجدوا في هذه المناسبة فرصة للأرتباط بمن يريدون دون دفع تكاليف صالة وفرقة أستعراضيه وحضور “معازيم” وحفل عشاء . حتى ومن دون السفر لقضاء شهر العسل في الخارج . أي أنه زواج بكلفة صفر . .

من هنا  يمكن القول ان هذا الإقبال على الزواج في مثل هذه الظروف لم يكن موسم أو رغبة بقدر ما شكل فرصة للبعض للخروج من قيود اجتماعية فرضتها التقاليد فيما يخص مراسم الارتباط والزواج وما يرافقهما من أعباء مادية ومعنوية باهظة تلقى على كاهل العروسين وتوقعهم في فخ المديونية لفترة طويلة بعد الزواج ارضاء للبيئة المحيطة بهم.

وفي هذا السياق يقول محمد حمود ابن بلدة حناويه الجنوبية لموقع “صور برس” انه من ايجابيات الحظر الذي يعيشه العالم بالنسبة له أنه شكل مخرجا واسعا لتفادي أمور كثيرة هي بمثابة ضغط عليه وعلى معظم الشبان في هذه الأيام الصعبة اقتصاديا ومعنويا ولا يخفي أنه سرّع في عملية زواجه مستغلا الوضع الراهن.

ويشرح حمود كلامه بأن مجتمعنا يفرض على الشاب مراسم زواج صعبة ومكلفة جدا وهذا يعود بنتيجتين أساسيتين الأولى مادية حيث يمضي بعض الشبان فترة طويلة بعد الزواج في تسديد مصاريف العرس الباهظة التي يمكن أن تستثمر في الكثير من الأمور الحياتية والثانية معنوية ويعود ذلك للضغط النفسي الذي يعيشه العروسين والأهل لتفادي آراء الناس أو الاستماع إلى التعليقات على حفل الزفاف التي قل ما تكون إيجابية ناهيك عن الكثير من الانعكاسات التي تشكل عائق في كثير من الأحيان أمام إتمام الزواج وذلك بسبب الوقت الطويل الذي يحتاجه الشاب لتأمين مستحقات لا طاقة لأغلبنا فيها في هذه البلاد والظروف.

محمد ليس الوحيد فلا يكاد يمر يوم الا ونرى العديد من حالات الزواج والارتباط طيلة هذه الفترة وهذا ما يؤكد نوعا ما الأمر الذي تناوله، فهل يساعد وباء كورونا في الخروج من هذه العادات والتمهيد لمرحلة جديدة من الزواج حتى بعد انجلائه .