علّق الشيخ صبحي الطفيلي، مؤسس "حزب الله" وأول أمين عام له، على حادثة اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، منتقدًا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وواصفًا إيّاه بـ"الأهوج" الذي "لا يملك الخبرة والوعي". كما استذكر ما اعتبره "اعتقال واحتجاز وأذيّة" رئيس الحكومة سعد الحريري على يد بن سلمان، لافتًا الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "كان يؤيّده بهذا الأمر".
وفي مقابلة مصوّرة له على تطبيق "hydepark" للتواصل الإجتماعي، قال الطفيلي: "ترامب الى الآن لم يتحدّث بلغة واضحة تجاه ما حصل لخاشقجي وهو يحاول أن يوحي لبن سلمان بأن: 'لا تخاف'."
وتابع الشيخ الطفيلي قائلاً: "سألني بعضهم 'هل هو أحمق هذا الذي يدخل الى القنصلية؟' (قاصدًا خاشقجي). فقلت له هذا هو العاقل"، معتبرًا أنه "لا يخطر في ذهن عاقل أن ترتكب حماقة في قنصليتك؟". وأضاف: "إذا أرادوا قتله يستطيعون أن يكلّفوا لصًّا يطلق عليه النار في الشارع، أمّا أن يستدعوه الى القنصلية ويمزّقوه كما تقول وسائل الإعلام، فهذا جنون! أنا لو مكان خاشقجي، نعم أكثر مكان آمن هو في القنصلية".
وعند سؤاله عن وجه الشبه بين قضية خاشقجي وقضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، قال الطفيلي: "في موضوع اغتيال الحريري لي رأي آخر. الحريري قتل في الشارع، يعني حينما قال النظام السوري أنه لم يقتله ولم تستطع المحكمة أن تثبت الأمر، وفي النهاية ذهبت باتجاه اتّهام بعض الناس المرتبطين بحزب الله"، وأضاف: "إذا افترضنا أنّ ما تقوله المحكمة صحيح بشأن المجموعة التي تتّهمها بالضلوع وراء القتل، فهؤلاء حزب الله، وبالتالي ليس سوريا". وعاد الى قضيّة خاشقجي مضيفًا: "لكن هنا الأمر مختلف، طائرات جاءت من السعودية ودخلت وفعلت وخرجت وطارت، بالقنصلية، ثم بالتالي هم يتحدّثون عن فيلم. هذا الأمر لا يرتكبه شبه عاقل فضلاً عن عاقل. سؤال: من الذي أوحى لبن سلمان أنه يستطيع أن يقدم على هذا الجنون؟ إنّه ترامب والسياسة الغربية".
الطفيلي، الذي اعتبر أن بن سلمان قام باعتقال الحريري وأذيّته، قال: "كيف يمكن لإنسان أن يستدعي رئيس وزراء دولة ثانية ويعتقله ويقيله من رئاسة الوزارة ويحتجزه ويعرّضه لكثير من الأذى؟ إذا رئيس الوزراء اللبناني لا يتكلّم، فالناس كلّهم يعرفون ماذا جرى"، واعتبر أن "ترامب كان يؤيّد بن سلمان في موضوع احتجاز الحريري".
واعتبر الطفيلي أن "بن سلمان ضعيف لأجل أعماله وتصرفاته الخرقاء… هو ضعيف نعم"، وقال: "رغبة أميركية كانت وراء وصول هذا الشاب للأسف الشديد. وهو ليس فقط لا يملك خبرة بل لا يملك الوعي الكافي أيضًا.. تستطيع أن تقول إنه أهوج"، مضيفًا: "ثم بالتالي محاربة الفساد، لا أفهم هل أنت تنتزع أملاك الناس أم تحارب الفساد؟ الى الآن لم تُقدّم أي معلومات الى الناس أين الفساد الذي حاربه بن سلمان."
الأمين العام السابق تحدّث أيضًا عن مواضيع أخرى منها تجربته في العراق خلال حكم رئيسه في ذلك الوقت صدام حسين، والدور الإيراني في المنطقة، فضلاً عن رأيه بالرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي.
قم بكتابة اول تعليق