غداً يبدأ في “فيينا” مسار التسوية الكبرى او الحرب الكبيرة.. !!

Whatsapp

فيينا

غداً ستعود فيينا لإستضافة “٤ زائد ١” الخاصة بالتفاوض حول الملف النووي الإيراني. 

.. وما سيحدث غداً في فيينا، سيكون له تبعات وتداعيات على كل دول المنطقة، وبضمنها لبنان

 

أهمية جولة الغد من التفاوض في فيينا، بل وخطورتها، تكمن في أنها ستشهد إمتحاناً أخيراً من قبل واشنطن لنوايا إيران بخصوص ما إذا كانت طهران جادة في إنهاء التفاوض والتوصل إلى إتفاق، أما أنها ستستعمل الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا كوسيلة لربح وقت إضافي. 

ومن جهة إيران، فإن الجولة الجديدة من فيينا هي إمتحان لإدارة بايدن بخصوص عما إذا كانت هذه الإدارة الديموقراطية تختلف فعلياً عن إدارة ترامب، أم أنها تسعى لتحقيق نفس أهداف الإدارة السابقة، ولكن بوسيلة التفاوض وجعل الجزرة تسبق العصا. 

ويعتبر الأميركيون أن جولة فيينا التي ستبدأ غداً، يجب أن تؤدي إلى واحد من نتيجتين : إما إتفاق شامل (كليّ)، وذلك بغضون أسابيع فقط، وإما أن تؤدي إلى إتفاق جزئي، وذلك بخلال فترة قصيرة. 

من جهتها طهران ترفض الإتفاق الجزئي، وهي تريد إتفاقاً شاملاً، يبدأ من نقطة رفع العقوبات ولا يشمل الصواريخ الباليستية. 

والواقع أن الأزمة الكبرى التي تواجه جولة فيينا الجديدة، تتمثل بعدة جوانب: 

• الجانب الأول يتعلق بمسألة الخلاف على مدة أو مدى الوقت اللازم لإنهاء التفاوض والتوصل لإتفاق شامل أو جزئي. 

وفي هذه النقطة ترى واشنطن أن وقت التفاوض لا يجب أن يستمر أكثر من شهر إلى شهرين، فيما طهران تريده وقتاً مفتوحاً وتريد الإتفاق شاملا، وهي ترفض الإتفاق الجزئي. 

• الجانب الثاني – تريد إدارة بايدن أن يلبي الإتفاق النواقص التي لم يشملها الإتفاق الموقع عليه في عهد أوباما، بينما طهران تريد العودة إلى نفس الإتفاق الماضي، مع تعديلات غير جوهرية. 

• ثالثا – إدارة بايدن تريد أن يلحظ الإتفاق مصالح حلفائها في المنطقة الذين يشكون من توسع نفوذ إيران في الدول العربية ومن تعاظم ترسانتها الصاروخية التي تهدد أمنهم، بينما طهران تريد فصل الملفات، بحيث أنها تريد التفاوض مع واشنطن فقط بملف البرنامج النووي، والتفاوض مع دول المنطقة بشكل مباشر حول ترتيبات أمن المنطقة. 

ويكفي أن تتم مراجعة بسيطة للفوارق القائمة بين موقفيّ إيران وواشنطن بخصوص ما يجب أن يحدث في جولة فيينا الجديدة، حتى يصبح سهلاً الاستنتاج بأن جولة فيينا المرتقبة قد لا تؤدي إلى نهاية سعيدة؛ الأمر الذي سيأخذ حينها كل مسار التفاوض الى مسار آخر خطر.. 

.. ويمكن تلمّس مكمن الخطر هنا من خلال رصد التسريبات الأميركية التي تقول إن فشل فيينا هذه المرة، قد يؤدي إلى واحد من مسارين: إما زيادة العقوبات على إيران كحد أدنى، أو شن ضربة عسكرية إستراتيجية ضد ترسانتها الصاروخية ومواقعها النووية كحد أعلى. 

والواقع أن جوهر معادلة القوى بين طهران وواشنطن في هذه اللحظة، تتمثل بأن واشنطن لديها قدرة أكيدة على شن ضربة إستراتيجية ضد إيران، تؤدي إلى تدمير كل بنيتها النووية والصاروخية الباليستية، وإيران نفسها تعرف هذا الأمر، ولكن بمقابل القوة الأميركية العسكرية القادرة على تدمير أهدافها في إيران، فإن طهران تملك سلاحاً إستراتيجياً، يتمثل بقدرتها على إشعال المنطقة كلها بوجه أميركا وحلفائها. والواقع أن واشنطن تقرّ أيضاً بهذه القدرة الإيرانية وتريد تجنبها، تماماً كما أن إيران تعرف تماماً قدرات أميركا العسكرية، وتريد تجنب الضربة العسكرية الأميركية.  

.. ولكن الخشية الآن، تكمن في أن الوقت الأميركي الممنوح لإيران أصبح ضيقاً، بمقابل أن هوامش إيران على المناورة لكسب المزيد من الوقت أصبحت ضيقة أيضا. وعليه، فإن السؤال الخطر والذي يشغل بال المنطقة كلها في هذه الايام، هو هل يصطدم الطرفان بحائط إنتهاء هوامش المناورات، ما يجعلهما ينزلقان للخيارات العسكرية؟؟. 

إن هذا الإحتمال وارد بقوة، وفي حال تحقق فعليا، فإن المنطقة برمتها ستدفع ثمنه الرهيب من أمنها وإقتصادها. 

وبحسب آراء دبلوماسية متابعة لهذه المرحلة الخطرة من علاقات إدارة بايدن بإيران، فإن المتوقع لمسار فيينا في جولته التي ستنطلق غداً أن يؤدي إلى واحد من ثلاث نتائج: •النتيجة الأولى المحتملة: أن تنجح المفاوضات، وحينها ستدخل المنطقة في مرحلة تصحيح التوترات والتوازنات والبدء بالتسويات من اليمن إلى العراق فسوريا وصولاً للبنان والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مروراً بإنهاء أزمات الغاز في المنطقة، والتي بضمنها أزمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الإسرائيلي.

•الاحتمال الثاني هو أن توافق طهران على إقتراح بايدن بإتفاق جزئي طالما أن الحل الشامل الإيراني – الأميركي غير ممكن اليوم. وإذا حدث هذا السيناريو فإن ذلك قد يكون له نتائج جزئية وليس شاملة، بخصوص تأثيراته على حل مشاكل المنطقة. فمثلاً يمكن للحل الجزئي بين واشنطن وطهران أن يسهم في ترتيب الوضع المتوتر في العراق، ولكن ليس مضموناً أن تقبل إيران بأن يكون للحل الجزئي بينها وبين أميركا، تأثيرات ذات صلة بحل أزمة اليمن أو بحل ازمة لبنان. فهذه الأوراق الأخيرة ستبقيها طهران بيدها لتضغط بها في مشوارها مع واشنطن لبلوغ الحل الشامل.

•الإحتمال الثالث هو فشل مفاوضات فيينا بالكامل. وفي هذه الحالة سيرتفع منسوب إستخدام واشنطن للخيار العسكري، حيث سترد إيران بدفع أدواتها وأذرعها في المنطقة لإشعال ساحات كثيرة من اليمن إلى لبنان وغزة، مروراً بسورية والعراق. ويبقى هناك أيضاً خيار أن تستبعد واشنطن الخيار العسكري، وتذهب بدل ذلك، لتشديد الخناق الإقتصادي على إيران وحلفائها، وهنا سترد طهران أيضاً بزيادة منسوب التوترات في المنطقة، وخاصة في اليمن وسورية ولبنان.

المصدر / موقع الهديل

Whatsapp