زينب وجواد يرويان كيف تبلغا نبأ إستشهاد شقيقهما الأكبر “هادي”

Whatsapp

“لم يغب يوماً عن بالنا”.. تقول زينب، إبنة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مُتحدّثة عن شقيقها الشهيد هادي. وتضيف في رسالة عبارة عن 8 دقائق، إلى جانب أخيها جواد، وهي مقتطفات من مقابلة طويلة تبثها الميادين في وقت لاحق، تضيف أنه حين استشهاد هادي نصر الله، كانت تساعد والدتها في عمل البيت، لتأتيها امرأة قائلة “أنت فتاة مؤمنة بهذا الخطّ”، ممهّدة لها نبأ استشهاد أخيها.  

يسرح جواد نصر الله بنظره أثناء حديثه في الشريط المصوّر عن لحظات معرفته بخبر استشهاد شقيقه هادي، ويقول إن فور وصوله إلى البيت استقبلته شقيقته زينب دامعة العينين، فيما رأى والده السيد حسن نصر الله جالساً في مكتبه بمفرده، “وفي هذه اللحظات فهمت”.  

ويضيف “وقفت على شرفة البيت باكياً، وصرت أفكر بقرب الموت من دارنا، لكن في الوقت نفسه هنيئاً لأخي، حدّثتُ نفسي، وفي تلك اللحظات، اقترب مني الحاج عماد (مغنيّة)، ضمّني إليه وطلب مني البقاء إلى جانب والدي”.

ويتابع جواد “حين دخلت إلى مكتب السيّد، كان هادئاً صابراً محتسباً ودامع العينين، ضممته إليّ وقبّلته وجلست إلى جانبه على الأرض، وسألته إن كانوا قد أحضروا جثة هادي، أو إنها لا تزال لدى الإسرائيليين، فأجابني بأنهم أخذوها”. حينها جهزت العائلة نفسها لإقامة العزاء بالشهيد هادي نصر الله، والتي تزامنت مع ذكرى شهداء 13 أيلول/سبتمبر.  

تقول زينب إنه حين الاحتفال بشقيقها، كان لوالدها كلمة أمام الناس “رأيناه وسمعناه كما كل الناس على المنبر، وتأثرنا بكلامنه واستمدينا منه القوة”. 

يتحدث كل من جواد وزينب عن والدتهما، كيف بقيت هادئة “ومدرسة في الصبر”، ويردف جواد أنه وبعد مرور وقت على استشهاد أخيه، لا يزال حتى اليوم حين يدخل إلى البيت وتكون والدته بمفردها، يجدها جالسة قبالة صورة الشهيد هادي، “لكن لم أسمع منها يوماً عتباً أو ملامة، على العكس، كانت مُشتاقة وحسب، مُحبّة تتحدث إلى حبيبها”. 

ويضيف أنه “من الذكريات التي تُحدث حرقة في قلبي، حين انتهت التبركيات ودخل أبي إلى غرفتنا أنا وهادي، وجلب صندوقاً وجمع أغراض هادي من جواز سفر ودفتر مذكرات وغيرها ووضعهم فيه، وكتب عليه اسمه”، ويعقب “حتى في هذا الموقف كان جبلاً”. 

“كان حنوناً عليّ وعلى أخي علي الذي كان في السادسة من عمره حين استشهد هادي”، تقول زينب، وتضيف أن علاقة هادي بأمهم كانت قوية جداً، “فلم يكن يُحزنها أبداً”. 

“تأثرتُ كثيراً حين رجع جثمانه ورأيته في الكفن”، تعلق زينب. وتقول إن هادي ودّع أمه بطريقة غريبة، حيث وقف على باب الدار وظلّ يتأملها طويلاً، “كأنه كان يشعر بأنه الوداع الأخير”.  

كان وداعاً سريعاً بين هادي وجواد، يقول الأخير إنه بعدما اقترب منه وضمّه وقبله وبينما هو في طريقه على السلالم، سأله جواد عن موعد عودته، فأجابه هادي “ثلاثة أيام أو أربعة، وادع لي ألا أعود”. 

يتحدث جواد عن تلك اللحظات، حين طلب منه والده الابتعاد عن جثمان أخيه ريثما تودعه النسوة، “وأول شيء فعله هو أن أعطاني الخاتم الذي كان بيد أخي هادي، ولا يزال موجوداً حتى اليوم، وبعدها أعطيت أخوتي علي ومهدي أغراضاً أخرى من أغراض هادي، كالخواتم والمسدس وبدلته (ثوب المقاومة)، ومؤخراً أعطيت والدتي قميصاً له كانت لا تزال رائحته عالقة عليه”. 

وفي ختام الشريط يقول جواد إن “كل شهيد يسقط يذكرنا بهادي، وكل الشهداء لهم معزّة في قلوبنا، فهادي شهيد ككل الشهداء، ونتأثر بقصص الشهداء قبل استشهاد هادي وبعد استشهاده بالطريقة نفسها”. 

Whatsapp