وتساءل عن وجود المكان الآمن الذي سمح فيه الأطباء للأهل باصطحاب أولادهم إليه، “فنحن سمحنا للأولاد بالخروج وليس المخالطة، ولكن إلى أي حديقة عامة يتجهون؟ أين هو الرصيف الآمن الذي بإمكانهم التنزه فيه؟ أي مساحة آمنة نستطيع زيارتها نحن وأولادنا باستثناء بعض الأماكن المحدودة التي خصصتها البلديات في لبنان؟”.
أضاف:”إن السلطة المركزية واللامركزية لم تهتم كثيرا وبغض النظر عن الكورونا بهذا القسم من واجباتها، ولم تخصص للبيئة والسلامة العامة الأولوية لتتمكن العائلة من الخروج إلى مساحة خضراء تتفسح فيها وتتنشق هواء نظيفا في أماكن مفتوحة وهذا من أبسط حقوقها”.
نصائح للعام الدراسي الجديد
عن بدء العام الدراسي والخوف من “كورونا”، شجع جرباقة أهالي الطلاب لإرسال أولادهم وكيفية التأقلم مع الفيروس، “لأنه لا بد للحياة أن تتابع مسيرتها ولا بد للتلاميذ أن يعودوا إلى صفوفهم ومتابعة المنهج الدراسي. لن يتمكن طلاب لبنان كلهم من الدراسة عن بعد لأن العديد لا يملكون حاسوبا الكترونيا وليس في استطاعتهم شراءه، وفي مناطق أخرى لا تتوفر الكهرباء والإنترنت لمتابعة الدروس من المنزل. فمن الناحية العلمية، حين تفتح المدارس أبوابها في نهاية شهر أيلول، يجب أن يعود كل التلامذة إلى صفوفهم والأطفال إلى دور الحضانة، ومن يعاني من مشاكل صحية يبقى في منزله ويتابع دروسه بشكل منظم”.
أضاف: “من الضروري تخفيض البرنامج الدراسي لهذه السنة وإعطاء اللازم فقط، تقسيم الصفوف وتوزيع عدد التلامذة بشكل يتناسب والتباعد الاجتماعي واتخاذ كل سبل الوقاية من قبل إدارة المدرسة وأهالي الطلاب، ومن الضروري أيضا أن نعلم أولادنا كيف يتفادون المخالطة الاجتماعية والالتزام بلبس الكمامة وغسل الأيدي بشكل دوري”.
وشدد على “إرشاد أولادنا والاستماع إلى أفكارهم وقلقهم وتساؤلاتهم، ليبقى الحوار البناء والفاعل هو قوة عائلاتنا وأولادنا، وأيضا تدريب أطفالنا على كيفية التعايش مع الكوفيد وعدم البقاء في المنزل لان ذلك سيتسبب لهم بأمراض نفسية عدة ، فإما أن تنهار الحلقة الإقتصادية في الدول التي تتضمن التعليم والتربية وإما أن تمتلئ المستشفيات بالمصابين.”
وفي الختام توجه جرباقة إلى الأهل بالقول: “نحن مدعوون في هذه الظروف المقلقة، أن نتحدى كل الصعاب التي تواجهنا في وطننا لبنان وأن نتعايش مع وجود الكورونا والوضع الأمني لنحقق النهضة الإقتصادية والاجتماعية الضرورية للبلد. فالخوف على مستقبل لبنان كبير وأيضا على القطاع الصحي والتربوي وعلى جامعات لبنان، لذلك مطلوب من الجميع أن يتكاتفوا ويتحدوا لمنع البلد من الانهيار”.
ربما يسيطر الاستسلام واليأس على الكثير من العائلات في لبنان، بسبب تفشي “الكورونا” والأزمة الاقتصادية والوضع الأمني والضيق من كل صوب. ولكن تبقى الحياة أقوى من الموت… والأمل أقوى من اليأس …ولا بد أن يزهر ربيع حياتنا من جديد!!