السنيورة: حزب الله أجهض تشكيل حكومة جديدة

Whatsapp

أشار الرئيس فؤاد السنيورة في حديث لقناة “الغد” الإماراتية الى أن “في الحقيقة جاءت هذه الحكومة بدعم من طرفين أساسيين وهما حزب الله وفخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، وهي قد أصبحت الآن تعاني من وضع شديد الصعوبة تسبب به تلكؤها وعدم مبادرتها، وكذلك فقدانها للرؤية الصحيحة والروح القيادية وهذه الحكومة هي مستمرة الآن في موقعها بسبب أنها موضوعة على آلات التنفس الاصطناعي الذي يقدمه لها كل من هذين الطرفين”.

واعتبر أن “هذا الوضع الهش الذي أصبح يسود لبنان الآن، هو إلى حد بعيد ناتج عن استمرار الاستعصاء الكبير على الإصلاح وعلى مدى عدة عقود ماضية وهذا ليس فقط من عمل هذه الحكومة، بل هو ناتج عن تقاعس وتلكؤ الحكومات الماضية والمجالس النيابية عن القيام بالإصلاحات التي يحتاجها لبنان على الصعد الاقتصادية والمالية والنقدية والقطاعية والإدارية وأكثر من ذلك وأيضا على الصعيد السياسي لكن هذه المشكلات الكبرى تفاقمت كثيرا خلال العقد الماضي وابتداء من العام 2011، وتحديدا وبعد ذلك، خلال السنوات التي أصبح فيها الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية”.

وأضاف: “لقد أصبحت هذه الحكومة وأداؤها الآن تمثل نموذجا للانكار واللامبالاة وعدم المبادرة الى القيام بما يؤدي الى البدء باستعادة الثقة التي انهارت كليا ما بين المواطنين اللبنانيين وما بين الحكومة اللبنانية والعهد الذي يمثله فخامة الرئيس والدولة اللبنانية وكذلك للثقة في الطبقة السياسية بأجمعها والمؤسف أن هذا الانهيار في الثقة امتد ليصبح فقدانا للثقة من قبل المجتمعين العربي والدولي بهم وما نراه اليوم هو مظهر من مظاهر هذا الانهيار الكبير بالثقة ما بين الفرقاء وهذه المجموعات”.

ولفت الى أن “خلال اليوم الفائت كانت قد سرت أجواء وأفكار حول إمكانية تغيير هذه الحكومة وسرت شائعات وتداول لأسماء مقترحة لتشكيل الحكومة الجديدة ولكن الذي أجهض هذه التوقعات كان الموقف الذي اتخذه حزب الله، وهو يمثل الطرف المسلح ويمثل الدويلة المسلحة التي تبتلع الدولة اللبنانية، والذي كان موقفه معارضا وفي هذا السبيل، بادرت مصادر حزب الله لنفي إمكانية أي تغيير حكومي”.

اضاف: “الآن فإن هذا الظرف الشديد الصعوبة الذي يعاني منه لبنان واللبنانيون هو بالفعل غير قابل للتصور من قبل أي عاقل، إذ ليست هناك من سابقة لحدة هذا التدهور النقدي في لبنان، ولا حتى لسابقة بهذا القدر لدى دول أخرى مرت بما يسمى الـHyper inflation إذ أن لبنان لم يشهد مثل هذا الانهيار وبهذه السرعة للأحوال المعيشية الصعبة بسبب انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية والناتج في قسم كبير منه عن هذا الانهيار الكبير بالثقة”.

واعتبر أن “السؤال الآن: كيف يتمكن لبنان من أن يستعيد استقراره ويخرج من هذا الوضع المتأزم؟”، لافتاً الى أن “حتما لا بد أن يكون هناك حكومة جديدة، لأن هذه الحكومة أثبتت عجزها وعدم قدرتها على إدارة البلاد وعلى تحقيق التغيير ولكن دعني أقول لك رأيي بهذا الشأن بكل وضوح وصراحة”.

وعن عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، قال”أنا أعتقد أنه وبدون أدنى شك أن الرئيس سعد الحريري يمثل شريحة كبيرة وواسعة من المواطنين اللبنانيين، وليس من فئة واحدة بل من كل الفئات اللبنانية ولكن عودة الرئيس الحريري أو أي شخص اخر من الأشخاص الذين يتمتعون بالمواصفات الوطنية والقيادية الذين يمكن أن يصار إلى تكليفهم من قبل المجلس النيابي لتأليف الحكومة العتيدة، وفي مقدمهم حتما الرئيس سعد الحريري محفوفة بالمخاطر فأنا أميل إلى الاعتقاد أن عمل أي رئيس حكومة جديد محكوم بالفشل إذا لم يحصل ويسبق التكليف تغيير أساسي في المقاربات وفي المنهاج وفي الأساليب التي يعتمدها فخامة الرئيس وذلك يعني أنه تقضي العودة الى احترام اتفاق الطائف والعمل على استكمال تطبيقه، واحترام الدستور، واحترام مصلحة الدولة اللبنانية، واحترام الشرعيات الوطنية والعربية والدولية، واحترام استقلالية القضاء”.

اضاف: “المؤسف أنه، وفي معظم هذه القضايا نرى التوازنات الدقيقة في لبنان تتعرض للاختلال واختلالها يؤدي إلى التسبب في هذا الانهيار بالثقة، ومن ثم التسبب بهذا الانهيار في سعر صرف الليرة اللبنانية. وفي المحصلة، إلى هذا الانهيار في مستوى ونوعية عيشة اللبنانيين في لبنان هذه المخاطر والتحديات لها انعكاسات خطيرة جدا”.

واضاف:” أولا، على هذا المزيج والنسيج الاجتماعي، وعلى فكرة العيش المشترك في لبنان وثانيا، على الطبقة الوسطى في لبنان فقط بما أصبح يعني انحسار دورها وفعاليتها وثالثا، إلى تداعيات أمنية خطيرة وهذه الأمور مجتمعة تبين مقدار خطورة مجريات الأحداث في لبنان وبما يبين كيف أن هذه الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية لا يقومان بالجهد المطلوب للتصدي لهذه المشكلات الكبرى. وأيضا يظهر قصور الممارسات وحدة الاستعصاء على القيام بالإصلاحات المطلوبة ولذلك، وفي ظل استمرار تلك المقاربات القاصرة عن القيام بالمعالجات المطلوبة من قبل رئيس الجمهورية، فإنه سيكون مستحيلا على أي رئيس للحكومة قد يكلف بتأليف الحكومة العتيدة، أن ينجح في معالجة المشكلات القائمة والداهمة”.

وتابع:” المسألة الأساس، وهي أنه إذا لم يكن هناك تغييرا في المقاربات والأسلوب والأداء، وهو الحال التي أصبحنا نعيشه اليوم في لبنان، حيث نرى الاستعصاء الكبير لدى فخامة الرئيس فإنه لا يمكن توقع حلولا قريبة”.

Whatsapp