نحن اللبنانيّون … كل يوم نحملُ آلِهَتَنا الصغيرة ونمشي

Whatsapp

بقلم الاستاذ حسين عبد الحليم قانصو

نحن اللبنانيّون …

كل يوم نحملُ آلِهَتَنا الصغيرة ونمشي
نشعِلُ من أجلِ راحَتِها البخّور ونقيم الصلاة واذا طلَبَت ذبيحةً تحوّلَ كلٌ مِنّا الى أبينا “إبراهيم”. أولادُنا إذا لزم الأمر نذبحُهُم إن لم تتوفّر النعجةُ ارضاء لهؤلاء الآلهة الصغار .
عجيب امر الهة لبنان فهم مزيج كاذب لكنه مبدع بين الله والشيطان
فمن كان بالامس شيطانا اصبح اليوم اله ؟ والعكس صحيح
فالدولة عندنا على شكل حلبة مصارعة رومانية القتال فيها لم يتوقف دقيقة واحدة حتى بعد سقوط البنادق
في لبنان شخصيات سياسية ودينية تشبه الى حد بعيد شخصية
( عيدي أمين دادا ) هو أكلَ لحومَ البشر وناهب ثروات بلاده في أوغاندا. أتباعه في لبنان يأكلون لحوم أحلامِنا
فأحلامُنا مصابةٌ بضمور شرايينها منها ما تمَّ بترُه ومنها على شاكلة قروح وخيبات امل لم تتوقف .
مخطئ من يقول ان لبنان دولة مزرعه لان مفهومُ المزرعة يعني التنظيم والادارة وتأمين الموارد والتخطيط للمستقبل
وكل سكانِها من أُنس وحيوان ينام على الوقت يأكلُ ويشربُ ويُذبَحُ الحيوان فيها على الوقت
لبنان دولة غابة .
في دولة الغابة يمكن أن تموت من لسعة أفعى من عضة كلب
او خيانة ثعلب مكار .
غابة محشوة بالقرود والتماسيح والفيلة الضخمة اما أحفاد عيدي أمين دادا فهم يتجوّلون شبه عراة مكسوون بسترات من جلودنا
يسكنون قصورا بنيت من هياكل عظامنا يتنفسون من رئة تضحياتنا يبحثون عن فرائسهم مع بزوغ كل فجر يترصدون ارواحا بريئة .
لعل اصغر مشاكلنا اليوم في لبنان هو كورونا فيروس لان الآتي من الايام لا يبشر بالخير فالازمة السياسة الحادة بدأت تطل برأسها من اوسع الابواب
مترافقة مع ازمة اقتصادية مدمرة وارتفاع حاد جدا لسعر صرف الدولار الامريكي وسرقة البنوك لاموال المودعين
هذه العوامل الخلافية عندما تجتمع مع بعضها البعض تسبب اختناقا
وتنذر بفوضى شعبية عارمة وفلتان امني يطيح بالبلاد والعباد
فالجوع يلتهم ما تبقى من ابدان
والفقر ايقظ سواد القلوب
والعوز التهم ما تبقى من كرامات
والمال عند الكثيرين يعادل الروح خاصة اولائك الذين وضعو كل جنى اعمارهم بين يدي اللصوص
ولن يقبل المواطن اللبناني بعد اليوم ان يقول له اي كلب اصبر على الجوع وهومنتفخ البطن والجيب ؟
القول اننا على شفير الهاوية غير صحيح
لاننا سقطنا فعلا لا قولا وبدأنا نهوي لكننا لم نرتطم بعد ؟
واخيرا .. جبريل عليه السلام قال لنبي الله ابراهيم خذ هذا كبش فداء
فحذاري ايها الشعب العنيد ؟ ان تكونوا كبش فداء لعيدي امين دادا او اي اله صغير …

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*