رعب وباء الهواء الأصفر في جبل عامل منذ مئة عام .

Whatsapp

قبل مائة سنة تقريباً …
الرعب من إنتشار الوباء في جبل عامل .

السيد محسن الأمين قدس سره يروي ما جرى معه في بلدة شقراء سنة 1918 من وباء الكوليرا .. قال :
ووقع الوباء في جبل عامل المسمى بالهواء الأصفر (الكوليرا)
حتى أنه مات في يوم واحد في قريتنا (شقرا) وهي قرية صغيرة اثنا عشر نفساً ، وكان الوقت صيفاً ، ودخل في أثناء ذلك شهر رمضان ، وإمتنع الناس من تغسيل أمواتهم ودفنهم ، حتى الأخ من تغسيل أخيه وحمله إلى قبره ودفنه ، خوفاً من العدوى .
وزاد في الطين بلّه أن (الجندرمة) كانت تجول في القرى ، تطلب الفارّين من الخدمة العسكرية ، فأغلق الناس بيوتهم وأقفلوها وإختباوا فيها .
فوظفنا لتغسيل الرجال رجلاً فقيراً يسمى (علي زين) ، ولتغسيل النساء إمرأة تسمى (عمشا بنت الذيب) .
فكان كلما توفي واحد يغسله علي الزين أو عمشا ونذهب إلى البيوت ندق عليهم الأبواب ونقول لهم أخرجوا ولا تخافوا من الجندرمة فإنا معكم ، فيخرجون ويحملون الجنازة وأنا خلفهم ، ومع ذلك إذا وصلوا إلى منعطف يتسلل بعضهم ، فلا أزال معهم حتى نصلي على الجنازة وندفنها ونعود إلى البيت ، فما نكاد نصل حتى يأتينا خبر جنازة أخرى ، فنذهب إلى أن ندفنها وهكذا طول النهار .
وتوفيت إمرأة فقيرة ، فأبى كل أحدٍ أن تُغسّل قرب بيته ، وكان هناك خَربة ، فقلت غسلوها فيها فأبى ذلك الجيران ، فقلت غسلوها في المعصرة ففعلوا ، ولم نجد من يحملها ، فصادفنا رجلين وامرأة فألزمتهم بحملها ، فحملوا جوانب النعش الثلاث وحملت انا الرابع إلى أن صادفنا رجلاً فحمل مكاني ، ثم صادفوا مني غفلة فانسلّوا وتركوا الجنازة في الزقاق ، إلى أن فاجأنا جماعة فألزمتهم بحملها فحملوها ،.
وأما أقرباؤنا فخرجوا من القرية إلا قليلاً منهم ، فبعضهم ذهب إلى الصوانة ، وبعضهم إلى صِدّيق (مكان قرب تبنين) …
وأصررت على البقاء في شقراء . الخ ..

أعيان الشيعة..المجلد العاشر ص ٣٦٦

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*