أمل سويدان : أطمح أن أصبح مقدمة برامج سياسية . وصبايا لايتقبلون أنفسهم يتواصلون معي لكي أساعدهم

Whatsapp

خاص صور برس – حيدر عطوي

عندما تجلس مع أمل تصدمك بثقافتها السياسية العالية وجرأتها في الحديث عن أحلامها وأحلام جيلها من الشباب . فهي لم تتجاوز ال٢٢ ربيعا ومع ذلك تخبرك عن واقع البلد والثورة بالأحداث والأرقام وكأنها عاصرت أجيال .  .

هي تجاوزت تلك الندبة التي تركت أثراً على وجهها . تلك الندبة التي أعطتها جاذبيه حتى تكاد بعد لحظات من الجلوس معها لا ترى ذلك من فرط حماسها في الكلام . وابتسامتها التي تضج بالحياة .

ليش أخترتِ مجال العلوم السياسية دون غيره من المجالات . هكذا بدأ حوارنا .

تجيب أمل : أنهيت اختصاص الأدب العربي في الجامعه لكنني لم أجد نفسي في هذا المجال فذهبت نحو شغفي أو الشيء الذي يشبهني أي دراسة العلوم السياسية .” فأنا أطمح أن أصبح متخصصة في العلوم السياسية ومقدمة برامج سياسيه على الشاشة مستقبلا “

لا تخفي أمل إنزعاجها من نظرة المجتمع للفتاة التي تدرس العلوم السياسيه . وتقول عن ذلك .

” بمجتمعنا بيعتبروا أنو مجال العلوم السياسية للشباب فقط . وإنو البنات مفروض يعملوا معلمات مدرسة  وعلى أبعد تقدير دكتورة بالجامعه ” وتكمل كلامها “بيقولوا إنتو البنات شو بفهمكن بالسياسه. روحي أكتبي شعر أحسنلك”

برأيك شو سبب هالنظرة السلبية للبنت اللي عم تدرس سياسة ؟

فأجابت ” المجتمع الذكوري. فعلى الرغم من أن ٥٠٪من المقترعين هم نساء إلا أن مشاركتهن وحتى إبداء رأيهن خجول جداً. فالمحطات التلفزيونية حتى المحللين السياسيين قليل ما بتشوف إمرأة بيناتهن .وإن كان فيه نساء معدودين  حوارهن  بيكون مجرد نقل رأي أعلى منهن يفتقر الحرية الفكرية والنظرة الفردية للأمور..

أما الطبقه السياسية فهي ذكورية بامتياز لأنها قلت فيها المشاركة النسوية ولعل حكومة حسان دياب الوحيدة التي تحتوي على ٣٠٪من النساء” .

ثم أكملت كلامها قائلة ” حتى بعض البنات مابيؤمنوا بقدراتهن وبيحرموا نفسهن  من تحقيق أحلامهن بحجة إنو حلمن مش إلهن. أما بمجال السياسة بتلاقي بعضهن بيسخروا من البنات اللي بيدرسوا سياسة واعتبارهن “تافهات”

أمل من أكتر الوجوه السياسية الناشطة على مواقع التواصل الإجتماعي ومن أشد المتحمسين لهذه الثورة رغم أن ذلك كلفها خسارة الكثير من الأصدقاء والأقارب الذين أبتعدوا عنها ارائها التي يعتبرونها لاتشبه البيئة التي تنتمي اليها .

عن هذه النقطة تقول أمل ” أنا أؤمن بضرورة قيام أحزاب شابة عابرة للطوائف والمناطق تراقب وتحاسب وتسائل . قائمة على أساس مشاريع إنتخابية وأهداف إنمائية لأن العمل الحزبي بحاجة لإعادة هيكلة حتى تعيد الثقة به. ولا أجد أن ذلك يتناقض مع قواعد المجتمع والقانون والدين. نحن لا نريد أن نلغي وجود أحد أو أن نحل مكانه بل بحاجة إلى دعمهم لنا لبناء الوطن. فالمحاسبة ليست مقتصرة على الفئة المعارضة فقط بل هي موجودة ضمن الحزب ويجب تفعيلها.

ولكن هناك من يتهم الثورة بأنها وراء الانهيار …

وقبل أن نكمل تجيب أمل بحدة ” أي أنهيار . قبل أن ننزل الى الشارع كانت الازمات تحاصرنا من كل حدب وصوب . البنزين والرغيف والكهرباء والنفايات والفساد والمحاصصه والدولار . هل كان الحراك في السلطة وقتها ؟ ” وحتى الآن هل أصبح له ممثل؟ لا أخفي أنه لم تصدر أخطاء عن المتظاهرين ومنهم من يتعمد الشغب لكننا بدلاً من التمثل بهم يمكننا دعم من ساهموا في توعية المواطن على حقوقه ووضعوا خطط إنقاذية ونظموا ندوات شبابية فاعلة. فالشارع يعج بالإختلاف الثقافي والتربوي وليس من العدل شمل الجميع في خانة واحدة..

أمل التي تشرح لك بحماس واقع الأزمه تشعر للحظات وكأنك في حضرة أحد قادة الحراك الذين لايكتفون بالنقد بل ويضعون حلول أستراتيجية للخروج من الأزمة .

هل نفهم من ذلك أنك كنت ترشحين احد لرئاسة الحكومة .

” نعم . كنت أرشح حليمة قعقور لرئاسة الحكومة . هي دكتورتي في الجامعه وأنسانه حقاوية ولا تلغي أحد ” بالإضافة إلى عدد جيد من الوجوه البارزة الذين تحدثوا في البرامج السياسية وعلى صفحاتهم الإجتماعية .

أمل التي كانت ضيفه في أكثر من برنامج تلفزيوني من بينها برنامج ” أنا هيك ” مع الاعلامي نيشان والذي شاركته في تقديم احدى الحلقات كسبت أعجاب المشاهدين ومحبتهم بفضل جرأتها في مواجهة الحياة . وهو مادفعنا الى سؤالها

من أين لك كل هذه القوة والجرأه في أن تكسري كل تلك الحواجز سواء النفسية أوالأجتماعيه ؟

أبتسمت أمل قبل أن تجيب بلغة الواثق …

” أنا مرقت بمراحل كتير . ضعفت . بكيت . أكتئبت وحسيت بالفشل . ولكن بلحظه ما تطلعت الى الأمل ووجدت أني شخص مندفع ومابينقصني شي . الله عاطيني ثقه كبيرة بالنفس وطموحي هو اللي كان يحفزني . وهالشي خلا كتير صبايا وحتى شباب كانو مايتقبلوا حالهن أو شكلهن صاروا يلجأولي ويطلبوا مني ساعدهن . لأنو لقوا الصدق بكلامي .

أمل أسم على مايسمى . فما قبل اللقاء معها ليس كما بعده . فهي لاتحفزك فحسب . بل تنبئك أن قوتك تكمن في داخلك وليس في من حولك . لذا جاءت كلماتها الختامية معبرة . فهي شابة تحلم كل يوم وعندما تستيقظ تعمل على تحقيق تلك الاحلام على أرض الواقع .

 

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*