النرجيلة انتصرت على “الكورونا” في لبنان

Whatsapp

كتبت نسرين مرعب

النرجيلة أقوى من الكورونا. في لبنان هذا ما يشير إليه واقع المقاهي، واقع لم يتأثّر كثيراً بالتحذيرات الطبية التي تقول إنّ الفيروسات والجراثيم تتراكم في نبريش النرجيلة، ما يؤدي إلى انتقال العدوى بين الأشخاص بشكل أسرع.

موقع “أساس”، في جولة أجراها بين مقاهي بيروت، طرابلس، بعلبك، صور، تأكّد من أنّ بعض المقاهي قد بدأت بالفعل باتّباع إجراءات احترازية، بعضها كان مجانياً والأخر مدفوعاً.

البداية كانت من مقهى “إم نزيه” في الحمرا. وهو من المقاهي التي تكتّظ بروادها معظم الوقت. في “إم نزيه”، لم ينخفض الطلب على النرجيلة. هذا ما أكّده الموظف المسؤول في اتصال مع “أساس”، فهم يبيعون قرابة الـ100 نرجيلة يومياً. وعن الإجراءات المتخّذة يوضح الموظف أنّهم بدأوا  باعتماد النباريش البلاستيكية التي تستعمل لمرّة واحدة فقط ثمّ تُرمى، دون فرض أيّ تكلفة إضافية على الزبون.

على عكس “إم نزيه”، إنخفضت مبيعات النراجيل إلى النصف تقريباً في مقهى “ناناس”، وهو واحد من مقاهي شعبية عدّة يرتادها طلاب الجامعات والشبّان في الطريق الجديدة. صاحب المقهى حدّثنا في اتصال معه، عن الأوضاع الاقتصادية  وتأثيرها السلبي: “هذا التأثير تضاعف بعد أزمة الكورونا، فالمبيعات انخفضت من 50 نرجيلة يومياً إلى 25 تقريباً”، على الرغم من اعتماد النبريش البلاستيكي أيضاً.

أما المسؤول في مقهى “المنارة” على شاطئ رأس بيروت، فيعيد تراجع المبيعات إلى وضع البلد، موضحاً في اتصال مع “أساس” أن لا شيء اختلف بعد أزمة الكورونا. ومن المنارة انتقلنا إلى الروشة، حيث مطعم “عروس البحر”، الذي أكّد أحد مديريه أنّ المبيعات لم تتأثر، وأنّ النبريش البلاستيكي متوّفر وفق رغبة الزبون، وسعره يختلف عن النرجيلة بالنبريش العادي.

المبيعات في طرابلس لم تتأثر

في طرابلس، لم تؤثر الكورونا على مبيعات النرجيلة. فمطعم “راوند” في منطقة الضم والفرز، لم ينخفض الطلب لديه، وفق ما أكّد خلال اتصال معه، موضحاً أنّ النبريش البلاستيكي يتم اعتماده تبعاً لرغبة الزبون، وذلك مع تعرفة إضافية قيمتها ثلاثة آلاف ليرة. وبخلاف “راوند”، فإنّ مقهى “ليلك” المجاور له يعتمد منذ الأساس النبريش الذي يستعمل لمرّة واحدة. ومالكه أخبرنا أنّه لم يلاحظ أيّ تغيّر في المبيعات خلال اليومين الماضيين.

أما على صعيد “الديليفيري – نرجيلة”، والتي تنشط في طرابلس، فيشير مقهى “موصلّي” في القبة إلى أنّ الطلب هو نفسه (25 نرجيلة تقريباً يومياً)، لكنّ التأثّر الحقيقي هو بفعل الأزمة المالية إذ تراجعت المبيعات في الأشهر الأخيرة بنسبة 70 % .

من طرابلس إلى صور،  حيث تواصلنا مع “استراحة صور” للاستفسار عن الوضع في زمن الكورونا. ما إن نسأل حتى يضحك مسؤول الاستراحة  قائلاً: “أين هم من يشربون النرجيلة كي نلتمس التأثير؟”، وذلك في إشارة إلى ترّدي الأوضاع السياحية في المدينة.

 أما في البقاع، وتحديداً في عنجر فيؤكد مدير مطعم الشمس لـ”أساس”، أنّ الأوضاع ممتازة، خصوصاً أنّ اعتماد النباريش التي تُرمى بعد كل استعمال ليس جديداً عليهم.

هل تساهم النرجيلة بانتقال الكورونا؟

يشير الدكتور ابراهيم مرعب في اتصال مع “أساس”، إلى أنّ فيروس الكورونا ينتشر عبر الرذاذ التنفسي مثل السوائل التي يفرزها المصاب عند الإسهال أو العطس أو إفرازات الأنف، موضحاً أنّ النرجيلة “مصدر عدوى”، وأنّ “الفيروس لا ينتقل فقط بالنبريش وإنّما ايضاً من خلال لمس النرجيلة. فهذه الفيروسات تعيش على المعادن لـ12 ساعة، وفي البيئة التي توّفرها النرجيلة تعيش لوقت أطول”.

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*