75 في المئة من الأطفال السوريين في سنّ ليلى وحتى الـ18 يعملون في قطاع الزراعة في منطقة البقاع في ظل ظروف صعبة جداً، ومناخ قاس صيفاً وشتاء، وهم عرضة لأذى المبيدات الزراعية ولدغات الحشرات والزواحف، فضلاً عما يلاقونه من حوادث عمل وإهانات تؤثر في أوضاعهم النفسية والجسدية.
هذا ما خلصت اليه دراسة ميدانية بعنوان "عمالة أطفال النازحين السوريين في القطاع الزراعي في سهل البقاع"، أطلقتها وزارة العمل، أمس، في قاعة عصام فارس في الجامعة الأميركية بالشراكة مع كلية العلوم الصحية في الجامعة، وبدعم من مركز بحوث التنمية الدولية ومنظمة "يونيسيف" ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة العمل الدولية.
الدراسة شملت عيّنة من 12708 لاجئين يعيشون في 1902 خيمة غير رسمية في أربع مناطق في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل (بعلبك، الهرمل، البقاع الغربي، زحلة). علماً أن منطقة البقاع تضم العدد الأكبر من النازحين السوريين (341234 نازحاً). العيّنة العشوائية اختيرت من 153 مستوطنة غير رسمية لتحديد الأسر التي تضم أطفالاً عاملين تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عاماً، وقد بلغ عدد هؤلاء 4377 طفلاً (287 من عمر 4 حتى 8 سنوات، و4090 من 8 حتى 18 سنة). وهم ينحدرون من أسر تعاني انعداماً في الأمن الغذائي، وتستوطن الخيم في ظروف معيشية سيئة، ونحو 50 في المئة منها تتألف من 7 أفراد على الأقل. يبلغ متوسط الدخل الشهري لهذه العائلات 50.7 دولاراً للفرد، فيما يبلغ متوسط الإنفاق الشهري 119.7 دولاراً، ما يشير إلى فجوة بين الدخل والإنفاق بمعدل 69 دولاراً. وهذا ما يدفع بهذه الأسر الى الزج القهري بأطفالها في سوق العمل لتأمين أساسيات العيش. الدراسة بيّنت أن 74.8 في المئة من الأطفال بين الأربع سنوات والثماني يعملون في قطاع الزراعة في ظل ظروف قاسية. إذ أن 82 في المئة منهم يعملون لمدة 6 ساعات تحت شمس البقاع اللاهبة، و30 في المئة يعملون في أوقات البرد القارس، ونحو 11 في المئة يعملون أثناء هطول الأمطار".
قم بكتابة اول تعليق