ما قصة هالوين ولماذا يحتفل به؟

Whatsapp

نشرت قناة "بي بي سي" البريطانية تقريراً عبر موقعها يسرد قصة "هالوين" ومصدر فكرة الإحتفال به، إذ أشارت إلى وجود اعتقاد شائع بأن الاحتفالات تعود إلى تقاليد كلتية (أو سلتية) قديمة. والكلت (أو السلت) هي مجموعة الشعوب التي تنتمي إلى الفرع الغربي في مجموعة الشعوب الهندو-أوروبية، ومن امتداداتهم اللغوية والأثرية والتراثية الشعب الأيرلندي والاسكتلندي، حسب بعض النظريات التاريخية.
 
وكانت تلك الاحتفالات مرتبطة بمواسم الحصاد وجني المحاصيل. والعلاقة بين المواسم الزراعية والطقوس المرتبطة بالمجهول والقوى الخارقة شائعة في التاريخ.
 
وكانت تلك الاحتفالات سابقا تتضمن "التنبؤ بالمستقبل" في ما يتعلق بالموت والزواج وأمور شبيهة.
 
وفي تفسير آخر، بحسب التقرير، فإن الموضوع له علاقة بعيد كلتي يسمى "سامهاين"، يرتبط ببداية البرد والظلام (حيث يقصر النهار ويطول الليل). فوفقا للمعتقد الكلتي، يقع إله الشمس في أسر الموت والظلام يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول. وفي هذه الليلة تتجول أرواح الأموات في ملكوتها، وتحاول العودة إلى عالم الأحياء.
 
ففي هذه الليلة كان الكهنة الدارويديون (كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة و بريطانيا و ايرلندا)، يقيمون عيدا كبيرا و كانوا يؤمنون أن إله الموت العظيم، و يسمى سامهاين يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة و التي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات، وبالطبع كانت هذه الفكرة كافية لإخافة الناس لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة.
 
ومن هنا في الواقع بدأت الفكرة بأن الساحرات و الأرواح تكون هنا وهناك في الهالوين، وفي المسيحية يرتبط الموضوع بمعتقدات مختلفة.
 
تسبق ليلة الهالوين اليوم الذي يعرف في المسيحية بـ"عيد كل القديسين". فكلمة "قديس" لها مرادف هو "هالوماس"، وكانت هناك احتفالات مشابهة في الأيام الثلاثة التي تسبق أعيادا مسيحية أخرى، كعيد الفصح مثلا، تتضمن الصلاة لأرواح الذين رحلوا حديثا.
 
وظهر هذا العيد في شكله الحديث في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر مع هجرة الايرلنديين اليها ومعهم عاداتهم وتقاليدهم وقصصهم.
 
وهناك مظاهر مختلفة للاحتفال به في أنحاء العالم حاليا ففي النمسا، يتركون بعض الخبز والماء ومصباحا مضاء على الطاولة قبل أن يخلدون إلى النوم في ليلة الهالوين، وهذا يهدف لاستقبال الأرواح الزائرة.
 
وفي الصين، يضعون الطعام والماء أمام صور الأعزاء الراحلين.
 
أما في جمهورية التشيك فيضعون الكراسي حول النار، واحد لكل فرد من أفراد العائلة الأحياء، وواحد لكل ميت.
 
ولعل أكثر الاحتفالات ثراء تقام في المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، حيث يعتبر الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا.
 
من مظاهر الاحتفال في العيد أن تقوم العائلات ببناء مذبح في منزلها وتزيينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، بالإضافة إلى مأكولاتهم ومشروباتهم المفضلة، كذلك ينظفون المقابر ويضعون الزهور على القبور.
 
وفي بعض الأحيان يضعون شخصا حيا في تابوت ويجولون به الحي أو القرية، بينما يلقي الباعة الفواكه والزهور في التابوت.
 
ولان هذا العيد هو في الأساس وثني، فقد عمدت المسيحية بعد ظهورها لمنع الاحتفال به. ولكن بمرور الزمن وعبر التاريخ اختلطت الأعياد بين دينية ووثنية لدى الناس.
 
تشمل تقاليد عيد الهالوين طقس يعرف باسم حيلة أم حلوى حيث يقوم الأطفال في فترة العيد بالتجول من منزل لآخر مرتدين أزياء الهالوين، ويطلبون الحلوى من أصحاب المنازل، وذلك بإلقاء السؤال حيلة أم حلوى؟ على من يفتح الباب، وهذه العبارة تعني أنه إذا لم يعط صاحب البيت أي حلوى للطفل فإنه سيقوم بإلقاء خدعة أو سحر على صاحب المنزل أو على ممتلكاته.
 
يعتقد أن الأزياء التي تستخدم حاليا في احتفالات الهالوين تشبه الأزياء الشعبية للشعوب الكلتية القديمة، التي كانت تكلل نهاية المواسم الزراعية بتلك الاحتفالات.
 
وهناك أشكال وألوان من ملابس وأقنعة الهالوين، تتغير عبر الأجيال وتتابع آخر تقليعات الموضة، ولكنها تدور حول فكرة الموت والأشباح بشكل عام.
 
في السنوات الأخيرة بدأت الملابس والأقنعة تستقي أفكارها من شخصيات أفلام هوليوود، مثل "باتمان" و"سبايدر مان".

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*