أبقار الجمرة الخبيثة.. هل تدخل لبنان؟

Whatsapp

بعد الأدوية والأطعمة والحبوب الفاسدة، والبضائع المهرّبة من مرفأ بيروت، يأتي دور محاولة تمرير باخرة محمّلة بأبقار مصابة ببكتيريا الجمرة الخبيثة، والمعروفة عليماً باسم ٲنثراكس، والتي تصيب الإنسان والحيوان على حدّ سواء، وتكمن خطورتها في إمكانية عيشها في ظروف مناخية قاسية جداً، ولفترات زمنية طويلة.



الباخرة التركية "المتجهة من قبرص إلى لبنان"، وفق النائب زياد أسود في تغريدة له على تويتر، السبت 15 أيلول، "ستدخل كما دخلت باخرة العلف الفاسد سابقاً". وحمّل أسود وزارة الزراعة المسؤولية في حال دخولها.



كلام أسود دفع وزير الزراعة غازي زعيتر إلى طمأنة اللبنانيين بأن "دخول الباخرة الآتية في اتجاه لبنان والمحملة بأبقار وحيوانات مصابة بأمراض، أمر غير وارد وغير دقيق"، مؤكداً أن المسألة المتعلقة بالباخرة لا تتعدى "تغيير الطاقم في المياه الإقليمية وليس في مرفأ بيروت". وأشار إلى أنه "لم يحصل أي اتصال مباشر مع الدولة اللبنانية في خصوص الباخرة. وفي حال اتجاه الباخرة إلى لبنان، على المعنيين إبلاغ وزارة الزراعة أو الجمارك او الحجر الصحي. وهذا الأمر لم يتم". أما تأكيدات أسود، ففي رأي زعيتر "هو كذب بكذب وعار عن الصحة".



بين أسود وزعيتر، يشكك اللبنانيون. فانتشار الفساد في إدارات الدولة، يدفع إلى التشكيك بجديّة الإجراءات الحمائية التي تقوم بها الأجهزة المختصة بمراقبة حركة دخول الأشخاص والبضائع والحيوانات من المعابر البرية والبحرية والجوية، خصوصاً أن أخبار البضائع الفاسدة والمنتشرة في السوق، باتت واضحة للعيان. ودخول البضائع المهرّبة عبر المرفأ والمطار في ظل غياب رقابة الجمارك، واضح وباعتراف المسؤولين السياسيين. فما الذي يمنع دخول مثل هذه الباخرة اليوم؟



ترى مصادر في وزارة الزراعة أن "لا تأكيد رسمياً على دخول مثل هذه الباخرة إلى مرفأ بيروت. بغض النظر عن تباين الآراء في شأن تغيير طاقمها في المياه الإقليمية أم لا. وطالما أنها مازالت بعيدة عن المرفأ، لا شيء يدعو إلى الخوف. أما في حال دخولها، وهو أمر مستبعد، فستتخذ الوزارة الإجراءات اللازمة وستتحمل كل جهة مسؤوليتها".



السجال الحاصل بين زعيتر وأسود "هو سجال في السياسة حتى الآن، وكل طرف يريد إثبات وجهة نظره، واليومان المقبلان سيكشفان الحقيقة". وتلفت المصادر النظر إلى أن "السجال في قضايا من هذا النوع أمر يجب أن لا يحصل، فالمواطن لم يعد يحتمل قضايا من هذا النوع، فهو إن اعتاد تراشق الاتهامات بالفساد بين المسؤولين، إلا أنه لا يحق لأحد توتير الأجواء وإثارة الرعب في مسائل تتعلق بالأمراض والأوبئة". وتشير المصادر إلى أن "الفساد في مرفأ بيروت واضح ومعروف، وتمرير البضائع دون رسوم جمركية أمر وارد ويحصل دائماً، لكن من المستبعد تمرير أبقار أو أطعمة مصابة بفايروس او بكتيريا او أمراض بشكل واضح وصريح، إلاّ إذا كان لبنان قد وصل إلى مرحلة دق ناقوس الخطر في كل الميادين الصحية والبيئية والحياتية".



إذن، لا أبقار ستدخل إلى لبنان عبر الباخرة التركية، سواء أكانت مصابة أم غير مصابة. أما مسألة تبديل الطاقم، فستتأكد قريباً وتتّضح الأمور.

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*