السفارة الإماراتية: لإبعاد «موزة» عن قصور الحكم في المغرب!

Whatsapp

نشرت صحيفة الأخبار تقريرا بعنوان: «الإمارات ليكس»: عائلة محمد السادس مُخترقة. 

وأورد التقرير أن "السفارة الإماراتية في الرباط ترصد كلّ صغيرة وكبيرة في التحركات القطرية تجاه المغرب. هذا ما تجليه الوثائق المسرّبة من تلك السفارة، والممهورة بتوقيع السفير سعيد الكتبي أو السكرتير الأول في السفارة سيف خليفة الطنيجي. يعدّد الكتبي، في اثنتين من أصل 5 وثائق، ما تقوم به الدوحة من خطوات لدعم حزب «العدالة والتنمية» من جهة، والترويج لقضيتها في الشارع المغربي من جهة أخرى. من بين الخطوات المذكورة «دعم الجمعيات الخيرية التابعة لحزب العدالة والتنمية، حيث يتم التركيز على المناطق القروية… وهذا من شأنه توسيع نفوذ حزب العدالة والتنمية في هذه المناطق، واستقطاب تأييدها في الانتخابات المقبلة»، و«السعي للدعاية الإعلامية لأجندتها السياسية عبر الصحف المتعاونة معها، وأيضاً لإعطاء الانطباع للرأي العام المغربي أن جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لقطر يقوم بدور الوساطة لإيجاد حل للأزمة»، و«السعي من خلال دعم تنظيم الإخوان لتدمير منطقة المغرب العربي، سواء ذلك من خلال رصد مليار دولار أو من خلال الشق الإعلامي، وذلك بإنشاء قنوات تلفزيونية محسوبة على هذا التيار بالمنطقة المغاربية»، وفق ما يشير إليه الكتبي في وثيقة مؤرخة في 17 تشرين الثاني 2017 تحمل عنوان: «تقرير حول تحركات السفارة القطرية في المغرب».

خطوات يُضاف إليها، بحسب ما يرد في وثيقة أخرى معنونة بـ«تقرير حول اتصالات لوكالات إعلانات دعائية لفائدة قطر» ومذيلة باسم الطنيجي (14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)، «استعمال وكالات للاتصال والإعلانات من أجل نشر دعايتها (أي قطر) وأخبارها بما يخدم أجندتها السياسية في المغرب». إزاء ذلك، «تقوم السفارة (الإماراتية) بشرح مخاطر السياسة القطرية في المغرب، وتهديدها لأمن البلاد، وهذا ما يحتاج أيضاً إلى تدخل الجهات العليا في الدولة مع جلالة الملك لتبيان الدور القطري التخريبي»، على حدّ تعبير الكتبي في الوثيقة الأولى عينها. أما بالنسبة إلى العلاقة بين الدوحة والملك محمد السادس وعائلته وحاشيته، فيبرز الحديث عنها في وثيقتين أخريين: واحدة مؤرخة في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وتحمل عنوان «تقرير حول زيارة ملك المغرب إلى قطر»، وثانية معنونة بـ«تقرير حول دور الأميرة للا سلمى في زيارة ملك المغرب إلى قطر» (21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

يتوقع الطنيجي، في الوثيقة الأولى، أن «تعزز هذه الزيارة العلاقات الثنائية بين قطر والمغرب في مختلف المجالات، وذلك من خلال طرح مشاريع اقتصادية تنموية قطرية في المغرب، ودعم الاقتصاد المغربي، وتحقيق الشراكة الاقتصادية بين البلدين». توقع لا يرفقه السكرتير الأول في السفارة بتقديرات وتحليلات تحمل طابعاً تحذيرياً، خلافاً لما يظهره القائم بالأعمال بالإنابة في الوثيقة الثانية، حيث ينبّه إلى أن «اتصالات قوية تربط بين الأميرة للا سلمى حرم العاهل المغربي والشيخة موزة بنت ناصر المسند»، واضعاً ذلك في إطار «سعي قطر إلى اختراق مربع الحكم في الأنظمة العربية عن طريق ربط علاقات خاصة بين الشيخة موزة بنت ناصر المسند وزوجات القادة العرب، في إطار دعوات لحضور مؤتمرات ولقاءات في الدوحة أو القيام بزيارات ودّ ومجاملة بهدف توطيد العلاقات الإنسانية التي سرعان ما تتطور إلى التأثير في قرارات القادة بشأن تطوير العلاقات مع قطر». ويتوقف الكتبي، أيضاً، بنوع من الاهتمام، عند «برقية التهنئة التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمناسبة توليه الحكم في 25 يونيو 2017»، لافتاً إلى أنها «المرة الأولى التي يستعمل فيها جلالة الملك عبارة (عرى الأخوة المتينة والتقدير المتبادل التي تجمعنا شخصياً وعائلتينا)»، مضيفاً أن «هذا ما يؤكد الدور الذي تقوم به الأميرة للا سلمى والشيخة موزة بنت ناصر المسند في تعزيز هذه العلاقات». ومن هنا، يقترح الكتبي «على الجهات العليا في الدولة القيام بمبادرات تجاه عائلة الملك لتمتين العلاقات العائلية، بهدف إبعاد للا سلمى عن الشيخة موزة صاحبة السلطة الفعلية في قطر».

اقتراحات وتوصيات يغلب عليها طابع العلاقات العامة، على عكس ما بيّنته الوثائق المسربة من السفارتين الإماراتيتين في كل من مسقط والخرطوم من تلويح بالضغط والترهيب والابتزاز. وهذا إن دلّ على شيء، فإنما على اعتقاد أبو ظبي ومعها الرياض بأن إبقاء الرباط في «بيت الطاعة» لا يتطلب جهداً استثنائياً، وما القرار الذي اتخذه المغرب مطلع أيار الماضي، بقطع العلاقات مع إيران، واتهامه «حزب الله» بدعم «جبهة البوليساريو»، إلا دليل على أن المغرب لا يجرؤ على خلع العباءة السعودية ـــ الإماراتية. ومع ذلك، فإن امتناع السعودية والإمارات والبحرين، أخيراً، عن التصويت لمصلحة احتضان المغرب فعاليات كأس العالم لعام 2026، مضافاً إليه تراجع الاستثمارات والهبات الخليجية الممنوحة للرباط، يشيان بأن قائدتَي المقاطعة لا تزالان تحتفظان بالعصا في جيبهما تحسباً لأي تطورات غير سارة.

في الوثيقة المعنونة بـ«تقرير حول دور الأميرة للا سلمى في زيارة ملك المغرب إلى قطر»، يورد القائم بالأعمال الإماراتي بالإنابة سعيد مهير الكتبي ما يلي:

«* أفادت مصادر مطلعة أن الأميرة للا سلمى، حرم جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، التي تربطها علاقات خاصة بالشيخة موزة بنت ناصر المسند، والدة أمير قطر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لعبت دوراً مؤثراً في إقناع جلالة الملك ببرمجة زيارته إلى قطر بموازاة الزيارة التي قام بها إلى الدولة لحضور افتتاح متحف اللوفر أبو ظبي.

* أكدت هذه المصادر أن الأميرة للا سلمى تضطلع بدور مؤثر لتطوير علاقات المغرب بقطر وأنها لعبت دوراً كبيراً في تعزيز الاتصالات مع الأسرة الحاكمة في قطر، وأنها تستضيف الشيخة موزة في إطار زيارات خاصة تقوم بها إلى المغرب.

* لوحظ أن اتصالات قوية تربط بين الأميرة للا سلمى حرم العاهل المغربي، والشيخة موزة بنت ناصر المسند التي تحضر سنوياً في مهرجان الموسيقى العريقة بمدينة فاس المغربي الذي ترأسه الأميرة للا سلمى، وبالمقابل شاركت حرم العاهل المغربي في أعمال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية في نوفمبر 2016 تلبية لدعوة من الشيخة موزة.

* أضافت ذات المصادر أن الشيخة موزة بنت ناصر المسند أهدت للأميرة للا سلمى فيلا بجزيرة «كيا» اليونانية بقيمة 3.8 مليون يورو، وبالمقابل أهدت الأميرة للا سلمى، للشيخة موزة، مزرعة بمنطقة بين الويدان التي تقع بين مدينتي بني ملال ومراكش.

* كما أهدت الأميرة للا سلمى قطعة أرض للشيخ موزة لبناء إقامة لها بمدينة مراكش وتم تكليف شركة «بريماريوس» المملوكة للقصر الملكي بالإشراف على تصميم إقامة الشيخة موزة وبنائها».

جريدة الاخبار

 

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*