دماء شهداء غزّة أيقظت العالم من “السبات الطويل” الغرب يتعرّف على الإسلام والقرآن ببركة النزف والتضحيات

Whatsapp

خاص صور برس / زينب نعمه

انتهت المسرحية وسقط القناع المليء بالنفاق والدجل والخداع والتضليل والكذب والعهر السياسي والاقتصاديّ . سقطت ورقة التوت وظهرت كلّ الحقائق دفعة واحدة واضحةً جليّة .

صحا العالم أخيرا ً بعد النومة الطويلة والرقاد القديم الذي عاش فيه مطوّلا ً. استطاعت الدّماء الطاهرة في فلسطين أن تجترح المستحيل وأن تفعل ما لم تستطع الكلمات والخطابات أن تفعله على مدى عقود من الزمن .

مشاهد المجازر المروّعة في قطاع غزّة وحّدت شعوب العالم وأضاءت له معالم الطريق لتظهر الحقيقة “واضحة” ،”جليّة” ، لا لبس فيها . دماء شهداء فلسطين وجرحاهم وأشلاء الأطفال والمآسي المروّعة أظهرت همجية العدوّ الإسرائيلي ووحشيته وابتعاده عن كلّ ما يمتّ للإنسانية بصلة. احتلال بربريّ لا يقيم وزنا ً لشي، ولا لحرمات .

 

في كلّ “محنة” ..منحة

 يخوض الاحتلال الاسرائيلي الغاشم حربا ً شرسة على شعب أعزل محاصر مستخدما ً أبشع أنواع التعذيب والتنكيل والاختطاف والتعديات والانتهاكات الجسدية والنفسيّة،وصولا ً إلى ارتكاب جرائم حرب دون إعطاء أي اعتبار للقوانين والمعاهدات الدوليّة وعلى مرأى ومسمع شعوب وحكومات العالم.

هذه الأفعال الشنيعة رآها معظم سكان العالم ، شاهدوا الرجال والأطفال  والنساء يخرجون من تحت الدمار مهشمي الوجوه والرؤس والقلوب ،دمائهم تسيل وجراحاتهم تنزف.

وللمفارقة فإنّ هؤلاء الضحايا أعطوا دروسا ً للعالم في الصبر والصمود والإحتساب.

“الحمد لله” الكلمة الأشهر التي يرددها أهل غزّة برغم ما يتعرّضون له ، والذي يتجاوز حدود العقل والمنطق. “حسبي الله ونعم الوكيل” ، عبارة أخرى يرددها الغزاوين من قلبوهم النازفة والمتعبة ، يقولونها بكلّ إيمان ويقين وثبات.

كلّ عبارات التسليم التي يرددها الغزاويون هي بمثابة دروس وعبر عن الصبر والاحتساب والتسليم لإرادة الله ولقرار الصمود الأسطوري الذي ما زال ثابتا ً متينا ً بعد أكثر من شهرين ونصف من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه العدو الإسرائيلي بحقّ هذا الشعب وهذه الفئة التي تواطأ العالم كلّه من أجل طمسها ما عدا القلّة القليلة من أهل الحقّ ومحور المقاومة الباسلة.

في المقلب الآخر ، موجات  كبيرة من التعرّف على الإسلام حول العالم بدأت منذ بداية العدوان على فلسطين في 7 أكتوبر 2023. الآلاف يشترون نسخ مترجمة من القرآن ويقرؤونها مع التفسيرات . أصبح الفضول كبيرا ً لمعرفة الأبعاد الدينية والعقائدية التي ينبع منها هذا الثبات وهذه القوّة والروحيّة والبأس المعنوي العالي.

هذا العدوان أوقع شجرة التوت ، وأسدل الستار عن المسرحية المليئة بالنفاق الذي يعرضها العالم منذ عشرات السنين. كذبة “الديمقراطية” وحقوق الإنسان والمساواة، كذبة “نحو عالم مليء بالعدالة” .

انتهى الزيف والنفاق وظهر كلّ ما كان مخبئا ً لعقود . سنشهد مرحلة جديدة ستغيّر الكثير الكثير في هذا العالم . انتلقت كرة الثلج ولن تتوقف إلاّ بعد انهيار كلّ امبراطوريات النظام الرأسمالي وما يحتويه من عجرفة وهمجية وأنانية وسلطة على شعوب العالم.

وإن غدا ً لناظره لقريب.

 

Whatsapp