الفنان والاديب محمد علي الخطيب ..أيقونة الفنّ الملتزم والمقاوم..

Whatsapp

خاص صور برس / كتبت زينب نعمة 

قصتي مع الخطيب ..أيقونة الفنّ الملتزم والمقاوم..

عشرُ سنوات مرّت على لقائي الوحيد بالفنان الشامل المقاوم محمد علي الخطيب ..عشرُ سنوات لم تكن كفيلة بأن أنسى هذا اللقاء ، فقد وشمَ أثرا” لا يُمحى في نفس الصحافية الشابة التي كانت حديثة العهد في العمل الإعلامي في القناة الصفراء..
كان اللقاء مشبعا” بأحاديث الوطن والمقاومة ، العلم ، الطبيعة ، القيم ، الواقع الثقافي ، الرسم، الشعر ، المسرح وغيرها الكثير الكثير من الأحاديث والمعلومات التي نهلتها من معين الفنان الخطيب، هذا الرمز الوطنيّ الكبير ..
تجربة فريدة ورائدة تستحقّ أن تدرّس وتكرّس لا سيّما أنها كانت في حقبة صعبة في عمر الوطن .. برغم التحديات كان العمل دؤوبا” متقنا” لرفع راية الحقّ والتعبير عن القيم والمقاومة..
٨ دقائق هي المادة المصوّرة التي تمّ عرضها على التلفاز،حاولتُ خلالها أن اختصر مسيرة عمرٍ من العطاء والإنجازات الكميّة والنوعيّة في شتّى المجالات..
حتما” المهمة لم تكن سهلة ،ولكن أستطيع القول أنني نلتُ شرف المحاولة على الأقل ..


اليوم،يُصادف ذكرى مرور أربعين يوما” على رحيل صاحب الأثر الطيب ، والفكر المتّقد ، والعلم النيّر.. الفنان الملتزم محمد علي الخطيب .. المناضل والمقاوم حتى النفس الأخير ..والذي شكّلت قضية الدفاع عن الوطن أولوية كبيرة لديه.. من خلال انجازاته التي يصعب عدّها ، ويستحيل إحصاؤها.. هي نتاج أكثر من ٧٠ سنة من العمل في شتّى المجالات.. لتتشّكل فرادة في التجربة والعطاء..
بتوفيق من الله، تمكنتُ من التواصل مع عائلة الفنان الخطيب وحاولنا خلال الفترة الماضية أن نعمل على إحياء فكره ..
استطعت أن أحصل على نسخة من المادة المصوّرة من القناة الصفراء الحبيبة ، وقمتُ بإهداءها إلى زوجة الفقيد العزيز الراحل الدكتورة ذُكاء الحرّ، التي استقبلتني مع ابنتها بمحبّة كبيرة .. كان لقاءً مثمرا” وجميلا” برغم الحزن الكبير على رحيل الفنان الخطيب وابنه الدكتور باسل قبل مدّة،وهذا ما بدا واضحا” على العائلة المفجوعة..
وصفتني السيدة ذكاء بالوفيّة، وبدوري قلت لها أنّني اعتبر الأمر جزءا” من واجبي الإنساني والصحافي في آن معا”..


واجب تجاه هذه العائلة المحبّة المثقلة بالعلم والأخلاق والأدب والإنسانية .. والتي تشكّل نموذجا” رائعا” يستحقّ الإقتداء به للأسر اللبنانية التي تحمل القضايا الإنسانية المحقّة وتتبناها طيلة حياتها..
للعائلة الكريمة كلّ المحبّة والشكر ..وكلّ الصبر والسلوان لقلوبكم المفجوعة..ربط الله على أفئدتكم..للوالدة الكريمة للدكتور إياد والدكتورة رنيم وكلّ العائلة ..
ويكفيكم الأثر الطيّب الذي زرعه الرّاحل في نفوس الآلاف ومن ضمنهم كاتبة هذه السطور في هذا المساء ..
دمتم خير خلف لخير سلف..

Whatsapp