عصر الأوبئة و الفيروسات, ما هو “جدري القرود”

Whatsapp

وزير

يبدو أن حرب الفيروسات لن تنتهي، فعلى الرغم من أن العالم لا يزال يعاني تبعات فيروس كورونا المستجد الذي لا يزال يطارد البشرية، وتسبب في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم حتى الآن، إلا أنه ظهرت فيروسات أخرى تهدد العالم كان آخرها “جدري القرود“، فيروس نادر وتشبه أعراضه أعراض الجدري.

وأعلنت وكالة الأمن الصحي البريطاني، عن رصد أول إصابة بفيروس جدري القرود في إنجلترا، وكان المريض في زيارة إلى نيجيريا، ومن المحتمل أن تكون العدوى انتقلت إليه هناك قبل العودة إلى بريطانيا، ويتلقى المريض حاليا العناية الطبية اللازمة في وحدة الأمراض المعدية التابعة للهيئة الوطنية للصحة البريطانية في لندن، وحذروا كل الأشخاص الذين تعاملوا بشكل مباشر مؤخرا مع المصاب بالتوجه إليهم فورا، كإجراء احترازي لمنع انتشار العدوى بشكل أكبر.

كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تسجيل أول حالة بالمرض، وكشف مسئولون صحيون أمريكيون إنه يجري تعقب أكثر من 200 شخص في 27 ولاية أمريكية، نظرا لاحتمالية إصابتهم بعدوى نادرة من فيروس جدري القرود، بسبب خوفهم من أن هؤلاء الأشخاص على اتصال بالمريض الذي تم حجزه في المستشفى بعد قدومه من رحلة في نيجيريا.

ما هو جدري القرود؟

جدري القرود، هو عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر فهو فيروس حيواني النشأ ينتقل من القرود إلى البشر، وتم اكتشافه لأول مرة عام 1970 بالكونغو، ويحدث في مناطق نائية بالقرب من الغابات الاستوائية والمطيرة من وسط أفريقيا، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، إلا أنها قد تتسبب أحيانا في الموت.

أصل فيروس جدري القرود

جرى اكتشاف جدري القرود في عام 1958 عندما تفشى مرض يشبه الجدري في قرود المكاك التي تأكل سرطان البحر والتي تم الاحتفاظ بها للبحث، ثم جرى رصد أول حالة إصابة بشرية على الإطلاق في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.

وسجلت أولى الحالات للمرض خارج إفريقيا عام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة، وتم الإبلاغ عن 47 حالة مؤكدة ومحتملة للإصابة بجدري القرود من ست ولايات، وأصيب جميع الأشخاص المصابين بجدرى القرود في هذه الفاشية بالمرض بعد الاتصال بكلاب البراري الأليفة، وقد أصيبت الحيوانات الأليفة بالعدوى بعد أن تم إيواؤها بالقرب من ثدييات صغيرة مستوردة من غانا.

وفي سجلات منظمة الصحة العالمية، منذ عام 1970 تم الإبلاغ عن معظم حالات جدري القرود من المناطق الريفية والغابات المطيرة في حوض الكونغو، لاسيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يُعتبر الآن متوطنًا.

 

وقالت المنظمة إن أول فاشية كبرى لجدري القرود كانت مشتبه بها في الكونغو في 1996-1997، وتضيف أنه كان هناك معدل وفيات أقل للحالات ومعدل أعلى للهجوم، وتعرف منظمة الصحة العالمية، جدري القرود على أنه مرض نادر يحدث أساسا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.

الأعراض تشبه الجدري

وبالرغم من أن الجدري قد تم القضاء عليه منذ عام 1980، إلا أن جدري القردة ما زال يظهر بشكل متفرق في تلك المناطق، وتشبه أعراضه أعراض الجدري ولكنها أقل شدة.

أعراض جدري القرود

الكثير من الأعراض يمكن أن يشعر بها الشخص تدل على احتمالية الإصابة بفيروس جدري القرود، والتي حددتها منظمة الصحة العالمية، التي يجب فور ظهور أي منها الاتجاه سريعا لزيارة الطبيب، ومن بينها:

  • صداع وآلام في الظهر
  • آلام في العضلات والشعور بالخمول طوال الوقت
  • الإصابة بالحمى
  • بمجرد زوال الحمى، يمكن أن يتطور الطفح لجلدي على الوجه والأطراف.
  • صداع مزمن
  • الإصابة بتورمات في الغدد الليمفاوية
  • الشعور بالتهاب الشعب الهوائية والرئتان
  • الشعور بالحكة الشديدة في أماكن متفرقة من الجسم
  • الإصابة بندبات في مناطق مختلفة من الجسم
  • يمكن أن يؤثر على العين، بحدوث إصابة في القرنية مع مضاعفات شديدة تنتج عنها فقدان البصر والإصابة بالعمى

مراحل ظهور أعراض جدري القرود

تنقسم عدوى جدري القرود إلى مراحل، الأولى تمتد لمدة 5 أيام وتظهر في صورة حمى وصداع مؤلم وتضخم العقد اللمفاوي وآلام بالظهر الضعف، ثم تبدأ أعراض جديدة في الظهور مثل الطفح الجلديـ، وتدوم أعراض جدري القرود على مدار فترة تتراوح بين 14 يومًا و21 يومًا، فيما تستمر فترة حضانة الفيروس بين 6 أيام و16 يومًا.

طرق انتقال جدري القرود

ينتقل جدري القرود إلى الإنسان من الحيوانات البرية، وينتقل من الإنسان المصاب إلى السليم عن طريق ملامسة الآفات وسوائل الجسم والرذاذ التنفسي والمواد الملوثة مثل الفراش، ويمكن أن يكون طريق العدوى عن طريق الجلد، من خلال لدغات أو خدوش الحيوانات المصابة أو أثناء التلاعب بالمواد المصابة، أو عن طريق الطرق التنفسية أو المخاطية.

خطورة جدري القرود

معظم حالات الإصابة بفيروس جدري القرود خفيفة، وأحيانًا تشبه جدري الماء، وتختفي من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ويمكن أن يكون جدري القرود في بعض الأحيان أكثر حدة، وورد أنه تسبب في وفيات في غرب إفريقيا.

ويمكن أن يكون جدري القرود في بعض الأحيان أكثر شدة، حيث تكون حالة واحدة من كل 100 حالة قاتلة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض.

هل يوجد علاج لجدري القرود؟

ليس هناك أدوية محددة لعلاج هذا المرض، ولكن يمكن مكافحة انتشاره، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.

خطورة جدري القرود

يؤكد الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات، أن هناك عوامل تحدد مدى خطورة الإصابة بفيروس جدري القرود، منها فترة حضانة الفيروس داخل الجسم خلال عدد من الأيام، لتظهر بعدها عدة أعراض، والتي تشمل ارتفاع درجة الحرارة وصداع وآلام في الجسم ثم طفح جلدي عبارة عن حبوب حمراء وبثور عليها قشرة ومن الممكن أن تتسبب في إسالة الدم.

ويوضح أستاذ علم الفيروسات، أن عدوى جدري القرود خطيرة وسريعة الانتشار بين الناس، ولكن المطمئن في الموضوع أن الجميع حصل على لقاح مضاد للجدر في فترة الطفولة، وهو له قدرة على منع تفشي الفيروس النادر.

هل يمكن ظهور فيروس جدري القرود في مصر؟

واتفق معه الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، حيث أكد أن فيروس جدري القرود خطير وقاتل إذا لم يتم علاجه مبكرا، ولن تطعيم الجدري الذي حصل عليه المصريون أثناء فترة الطفولة يحمي من الإصابة بجدري القرود، مما يجعل ظهوره في مصر مستحيل.

لذا ينصح الأطباء بسرعة الذهاب إلى الطبيب بعد ظهور أعراض الإصابة بجدري القرود، لتسهل من عملية الشفاء، خاصة أن المريض المصاب بجدري القرود يتفاعل جلده بصورة مبالغ بها تجاه ما يتعرّض له من المواد الخارجية فيتسبب بالحكة والخدوش أكثر من الطبيعي.

جدري القرود وفيروس كورونا

جدري القرود أقل عدوى من فيروس كورونا والأنفلونزا، حيث يحتاج إلى اتصال وثيق حتى ينتقل الفيروس، بعكس فيروس كورونا الذي ينتشر بسرعة كبيرة بكثير من الطرق.

Whatsapp