حرب الطائرات المُسيّرة بين العدو وحزب الله بدأت…

Whatsapp

مع كل التوتر السياسي والأمني الذي يسود الساحة اللبنانية، ثمّة توتّر كامن قد يكبر ويتطور، وقد يخبو قليلاً حسب ظروف المنطقة وحسابات اللاعبين الكبار فيها والاهداف التي ينوون تحقيقها، ويتمثل بحرب الطائرات المُسيّرة (الدرون) بين حزب الله وبين الكيان الاسرائيلي.

التطور الجديد في حرب “الدرون” بدأ يوم الاثنين الماضي بإطلاق صاروخ ارض – جو من الجنوب بإتجاه طائرة اسرائيلية مُسيّرة، قالت اسرائيل انه اخطأها، وبرغم ذلك سجّل العدو عبر إعلامه حصول تغيير ما في سياسة حزب الله تجاه التعامل مع هذه الطائرات. وسبقته كثافة تحليق جوي اسرائيلي استمر اياماً عدة فوق مناطق لبنان، وتلاه سقوط طائرة اسرائيلية ثانية، ووصل إستخدام المُسيّرات الى حدّ التحليق المنخفض فوق حي ماضي ومحيطه في الضاحية الجنوبية. ثم وسع العدو إستهدافاته يومين متتاليين بقصف جوي على سوريا طال حسب زعمه قواعد لحلفاء إيران جنوبي سوريا وشمالها.

حسب تقديرات خبراء استراتيجيين، فإن إستخدام صاروخ لإسقاط الطائرة المُسيّرة فوق الجنوب هو تحوّل نوعي في قواعد الإشتباك القائمة بعد حرب تموز 2006، وهو أمر تضعه إسرائيل في حساباتها ولو انه طال طائرة صغيرة، ولكن بالنسبة لها قد يكون مؤشراً لإحتمال استخدام صواريخ ضد الطائرات الحربية النفاثة. وذهب بعض المحللين في الكيان الاسرائيلي وفي لبنان ايضاً، إلى ترقّب تصعيد عسكري أكبر وأوسع لو استمرت المواجهة بالمُسيّرات. وثمة من وضع سيناريو توسع الغارات الاسرائيلية على اهداف لحزب الله في سوريا او حتى في لبنان تؤدي الى وقوع ضحايا للحزب، بما يؤدي إلى رد صاروخي من الحزب يشمل المنشآت الحيوية في الكيان الاسرائيلي، مثل المطارات والقواعد العسكرية وربما منصات النفط والغاز في البحر.

 ويرى أحد الخبراء الإستراتيجيين، اننا الآن في منتصف إشتباك كبير لم يصل إلى حدّه النهائي الواسع، لكنه يُمَثّلُ تعديلاً جوهرياً في توازن الرعب أو الردع بين الجانبين. والسؤال هو كيف يمكن ان يتطور هذا الإشتباك؟

ثمة من يرى ان سبب التصعيد يعود إلى انزعاج اسرائيلي واضح من توجه الإدارة الاميركية الجديدة لعودة التفاوض مع إيران حول الملف النووي، والذي ترفض إيران ان يشمل سلاحها الصاروخي الباليستي، ولا سيما بعد طلب الرئيس جو بايدن من موفده الخاص إلى إيران روبرت مالي تشكيل الوفد المفاوض من الخبراء، ما يعني جدّية التوجه لإستئناف المفاوضات. ولهذا عمدت اسرائيل إلى تصعيد هجماتها على سوريا وإلى تكثيف طلعاتها الجوية بالطائرات الحربية والتجسسية فوق لبنان، كنوعٍ من الضغط على الإدارة الاميركية لإيصال رسائل لها بأنها معنية بهذا التفاوض المستجد وقد تقوم بتخريبه عبر التصعيد العسكري. وإذا صحّ هذا التقدير يكون على الجانب الاميركي ان يُحدّد كيفية التعامل مع “التمرد” الاسرائيلي على توجهاته الجديدة في المنطقة، لا سيما ان إدارة بايدن وضعت أيضاً بين أهدافها إحياء مشروع حل الدولتين لحل الصراع العربي – الاسرائيلي.

Whatsapp