نادي القراءة . أنتقلنا من الفلبين الى أفغانستان . ونستعد لعمل أنشطه ومشاريع مستقبلية

Whatsapp

خاص – صور برس 

ليست التّجربة الأولى من نوعها وبالتّأكيد لن تكون الأخيرة. فريق ” نادي القراءة ” الذي أبصر النّور حديثًا هو واحد من عشرات التجمّعات الشبابية التي نشأت مؤخرًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وشكّلت ظاهرة ثقافية صحية في لبنان والعالم العربي. وعن هذه التجربة تقول المعلمة “مريم شور” وهي عضو في نادي القراءة:

” لطالما كنت أقرأ روايات بمفردي، ولكن لفتتني فكرة نادي القراءة فقرّرت المشاركة. وخلال هذه الفترة إضافة الى أّنني تعرّفت بمجموعة مميزة من الزملاء وجمعتنا الألفة والثقافة حتى أصبحنا فريقًا واحدًا يجري الحوارات النقدية حول الروايات التي نطالعها، ممّا يجعلنا نغوص في تفاصيل أحداثها وندرك الرسائل الخفية بين كلماتها. وهو ما يرسخ أفكار الرواية واهدافها في أذهاننا. وهذا ما ميّز قراءتنا الجماعية في نادي القراءة.” 

“ربَّ ضارةٍ نافعة ” انطلاقًا من هذه المقولة شكّل انتشار وباء كورونا والتزام الناس الحجر الصحي فرصة  بالنسبة إلى البعض خاصة بعد فقدان متعة الاستمتاع بالحياة اليومية خارج المنازل. فكان لا بدّ من البحث عن متنفّس وهكذا كانت بداية “نادي القراءة”. وعن ذلك تقول المعلمة رانيا يونس وهي من أعضاء النادي .

منذ صغري وأنا أعتكف في غرفتي لأغرق في بحر الكتب، ولأرسم لنفسي لوحة خيالية تُحاكي ما أقرأ. ومع انطلاقة نادي القراءة تشجعت للتجربة، وكأنّ الكلمات أمسكت بيدي لتوصلني إليه. لذلك قررت خوض تجربة القراءة الجماعية، والتي بدورها ساهمت في تعزيز رسم لوحاتي وترسيخ معاني وأهداف الروايات في ذهني.

دعوة عبر الفيسبوك للقراءة سرعان ما لاقت ترحيب مجموعة من الراغبين بالثقافة الجماعية. هكذا تأسس “نادي القراءة” وأصبح التواصل يتمّ عبر مجموعة أُنشأت على تطبيق الواتساب، وبدأ أولى قراءاته فعليًا برواية ” شرفة العار” للكاتب ابراهيم نصر الله. ثم رواية ” ساق البامبو ” للكاتب الكويتي سعود السنعوسي وحاليًا يتابع الأعضاء قراءة رواية ” ألف شمس ساطعة ” للكاتب خالد الحسيني. وعن هذه التجربة تقول الاخصائية النفسية والمدربة في مجال التنمية الذاتية ومهارات الحياة “فاطمة اليوسف “:

جمال المشاركة في نادي القراءة يمكن اختصاره ببضع كلمات وهي مشاركة رائعة، فهناك من تشاركه أفكارك ومشاعرك وتحليلك للأمور، ويوجد متعة في التواصل والتعرّف إلى من يشبهك باهتماماتك، وتشكّل المحبة المتبادلة وتقبّل الآخر حافزًا للنشاط والعطاء وتنشيط الدافعية للعمل، صحيح أنّ في القراءة الفردية خصوصية ومتعة وفائدة لكنّ القراءة الجماعية تدفع إلى الابتكار والإبداع وتوسيع الأفق ” … 

النادي الذي وضع مهلة 15 يومًا لقراءة كلّ رواية ثم مناقشتها وتسجيل انطباعات الأعضاء عليها بات بعد شهر ونصف تقريبًا من انطلاقته يسعى إلى توسيع نشاطاته وتطوير أفكاره لا سيّما وأنّ القراءة والتواصل اليومي بين الأعضاء قرّب المسافات وخلق نوع من الرابط الروحي بين الأعضاء. وعن هذه التجربة تقول المعلمة “زهراء ديب” وهي من أسرة النادي أيضًا:

” لقد لفتتني فكرة الانضمام إلى نادي القراءة، فرأيت هنا في هذه المجموعة أن يريد أن يشعل الضوء مجدّدًا، ويضيء شعلة المعرفة في قلوبنا وعقولنا، ويزوّدنا بالحوارات والنقاشات والتفاصيل العميقة عن الروايات التي نطالعها .”

أما زميلتها الحائزة على ماجستير في الأدب العربي وصاحبة مبادرة كتابي غدي “زهراء السيد”  فتقول :

الكتاب كالزهرة الجميلة كلّما أوليتها اهتمامًا تُغدق عليك بأريجها الفوّاح.  فكيف إذا جعلتَ أيّامك حديقةً مليئة بالزهور وشاركك الاهتمام بزهورك الكثير من المحبّين؟!

نادي القراءة” هو بوابة العبور إلى هذه الحديقة الجميلة، من خلاله ازددنا حبًّا بالمطالعة وأزهرت أيّامنا بالكتب المفيدة التي نناقشها أسبوعيًا مع الأصدقاء الذين يشبهوننا برغبتهم في الثقافة ونشر المعرفة وكان شغفنا بالقراءة هو الرابط المتين الذي يجمعنا، لا بأس بالقراءة منفردًا، ولكن الأجمل أن تناقش ما قرأت مع الآخرين، فهكذا تعمّ الفائدة.

بدورها الكاتبة والإعلامية “زينب طالب” تقول عن تجربتها في نادي القراءة:

 ” تجربة فريدة ومميزة وسعيدة جدًا أنني انضممت إلى أسرة نادي القراءة”، بهذه الكلمات يمكن أن أختصر انطباعي بعد قرابة الشهر ونصف من انضمامي الى النادي. لطالما قرأت روايات وانضممت الى منتديات ثقافية لكن لم يكن أياً منها بأهمية هذه التجربة وذلك بسبب الخلفية الثقافية والإعلامية لجميع الزملاء في النادي ومرونتهم وانفتاحهم والانسجام الذي بدأ يظهر بينهم. إضافة الى خلفياتهم العلمية والمهنية، فبيننا خريجين في علم النفس والتربية واللغة العربية والإعلام والعمل الاجتماعي، وهذا بالطبع أغنى تجربة النقد الروائي بحيث تأتي التعليقات غالبًا كلُّ من زاوية اهتماماته. باختصار تجربة القراءة الجماعية تستحق الإشادة والتعميم.

أمّا الناشطة في العمل الاجتماعي “منى مروة” فتقول

غالبا ماكنت أقرأ بمفردي دون أن أجد نفسي مضطرة للغوص في أعماق ما أقرأ. ولكن مع دخولي غمار هذه التجربة الأولى من نوعها بالنسبة لي. وجدت نفسي أمام تحدي قراءة ما بين سطور الرواية. فأصبحت أكثر تركيزًا وانتباهًا لكلّ كلمة أقرؤها وكأنني أستعد لامتحان آخر السنة. ووجدت نفسي أكتب ملاحظاتي عن الرواية وشخصياتها وأحداثها بل و أدون المقولات المؤثرة فيها استعدادًا للمناقشة، وأجمل ما في هذه التجربة هو روح المنافسة بين الفريق، فحديثنا يومي لمعرفة من السبّاق في إنهاء الرواية، وغالبًا هناك نوع من التشويق يجعلنا نزيد جرعات القراءة خصوصًا أنّ صداقتنا توطّدت كثيرًا بفضل تواصلنا الدائم .

أمّا الأستاذ “محمود درويش” فيقول عن خوضه غمار هذه التجربة :

نادي القراءة… فيه نرتقي معًا نحو الأفضل، ونسمو بمعارفنا وعلومنا… من خلال مساحة الحرية الموجودة أثناء مناقشة كل عمل أدبي بعد الفراغ من قراءته، حيث تتحدّ أفكارنا معًا لتشكل نصًا جديدًا يضيف على العمل الأدبي لمسة خاصة ما كانت لتتواجد دون توافر القراءة الجماعية التي تسلط الضوء على العمل الأدبي من خلال زوايا عدة، وأيضًا يحفز نادي القراءة على المطالعة المستمرة من خلال خلق نوع من المنافسة الإيجابية بين الأعضاء كي يخرجوا أفضل ما لديهم .

بدوره الإعلامي الليبي “نبيل الحاج” يقول عن هذه التجربة:

عندما قرأت عن الفكرة سارعت دون تردّد إلى الإعلان عن رغبتي بالمشاركة في هذا النادي. ورغم أنني الوحيد من أعضاء الفريق من جنسية غير لبنانية ولكن الحقّ يُقال أنّني لم أشعر للحظة بأنّ هناك حواجز تفصلني عن الزملاء بل شعرت وكأنّني أعرفهم منذ زمن، بدأوا بالتعرّف على ليبيا من خلالي وبدأت أتعرّف على لبنان من خلالهم. والأجمل من ذلك أنّنا نبحر جميعًا في هذا النادي في سفينة واحدة. أخذتنا ” ساق البامبو ” إلى الفلبين. وحطينا رحالنا الآن في أفغانستان مع رواية ” ألف شمس ساطعة”.  

في الختام. شابت علاقتي أنا كاتب المقال – حيدر عطوي – مع الكتاب نوع من الفتور .. 

فكانت الرواية تأخذ مني الكثير من الوقت حتى أنهيها وأحيانًا أتوقّف عن القراءة. إلاّ أنّ نادي القراءة شكّل لي حافزًا لكي أقرأ كلّ يوم ودفعني للمناقشة بعين الناقد وليس القارئ العادي فأصبحت أنهي الرواية بوقت قياسي. كما شكّلت نقاشاتنا الأسبوعية وأحيانّا اليومية مع الزملاء فرصة للغوص أكثر في أحداث الروايات التي نقرؤها. كذلك أعطتني أنا وأعضاء النادي الكثير من الأفكار التي سنسعى لاحقًا إلى تطويرها لينضمّ إلينا  أكبر عدد من محبي القراءة تمهيدًا لعمل نشاطات على الأرض مع مطلع الصيف القادم . 

للانضمام الى مجموعة “نادي القراءة” على فيسبوك الضغط على هذا الرابط  … 

https://www.facebook.com/groups/1311223749220851

 

Whatsapp