المستشفايات في خطر وبدأ الفيروس بالتفشّي والاصابات تزداد .. !

Whatsapp

20 ألف اصابة بفيروس كورونا في لبنان. رقم صادم وصلنا اليه خلال 3 أشهر، فلم يمت الفيروس “بالشوب”، بل انّه اكتسب في الصيف أرضاً خصبة للانتشار، تمثلت بالموسم السياحي، وزحمة المسابح والمطاعم وارتياد الشواطئ على امتداد لبنان، بالإضافة الى اقامة الأعراس والحفلات الصاخبة، وعودة المغتربين.
في جولة بسيطة في الشوارع والأحياء، يخيّل إليك أن كورونا في لبنان بات من “الماضي”، اجراءات وقائية شبه غائبة، اكتظاظ وتجمعات، ودخان النراجيل حجب عن المواطنين رؤية النتائج الكارثية لتفشي الفيروس في لبنان.
كل هذه الوقائع تسببت بتسجيل ما يزيد عن 500 اصابة يومياً، وبالطبع فإن سجل الوفيات يضيف يومياً اسمين على الأقل على لوائحه، مما دفع أصحاب المستشفيات الخاصة ومستشفى بيروت الحكومي الى رفع الصرخة.

في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، دعت الاختصاصية بالأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الدكتورة أسيمة دبوني لدق ناقوس الخطر بسبب وتيرة الاصابات بفيروس كورونا التصاعدية، موضحة أن 1 الى 3% من الاصابات بحاجة لدخول المستشفى وعناية فائقة، لذا فإن العدد المسجل يومياً ينذر بانعدام قدرة المستشفيات مستقبلاً على استيعاب الاصابات كافة.
وأوضحت دبوني أنه كان من المفترض أن نصل في منتصف آب الى السيناريو الايطالي، لكن المساعدات التي وصلت الى لبنان عقب انفجار المرفأ خففت من وطأة الأزمة، مشيرة الى أن مستشفى رفيق الحريري زادت من قدرتها الاستيعابية، إضافة الى تجهيز مستشفيات جديدة لاستقبال مرضى كورونا في مختلف المناطق اللبنانية، مشددة على أن شعور الاطمئنان هذا مؤقت ما لم تنخفض أعداد الاصابات.
وأسفت دبوني أنه لا زال هناك أشخاص يشككون بوجود فيروس كورونا، داعية الناس الى متابعة الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس ليستشعروا الخطر الداهم، لافتاً الى أن الاصابة بالفيروس ليست مقتصرة على المسنين بل أيضاً هناك العديد من صغار السن والشباب مصابون بفيروس كورونا وبعضهم بحاجة لعناية فائقة، مشددة على ضرورة اتباع الاجراءات الوقائية عبر ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.

بدوره، أشار نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، الى أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات الخاصة تتمثل ب 500 سرير مخصص لمصابي فيروس كورونا، لافتاً الى أنه مع ارتفاع أعداد الاصابات اليومية بفيروس كورونا، سنصل الى مرحلة ليس بامكاننا استقبال المصابين، خلال اسبوعين او ثلاثة كحد أقصى.
وأوضح أن المستشفيات الخاصة تعمل على زيادة قدرتها الاستيعابية لمصابي كورونا، ولكن علينا الأخذ بعين الاعتبار أن هناك مرضى عاديين لهم حق الاستشفاء.
وعن توفر المعدات الطبية، لفت هارون الى أنه بعد وصول المساعدات الطبية الدولية، حدّة الأزمة انخفضت بعد توزيع هذه المساعدات على المستشفيات، منوهاً بأنه لا يمكن الاعتماد على المساعدات دائماً لأنها ستتوقف قريباً، لكن عملية الاستشفاء مستمرة وبالتالي يجب ايجاد حل جذري لهذه الأزمة.
وشرح هارون أن المستشفيات الميدانية لا يمكنها استقبال مرضى كورونا، لأن هناك معايير محددة يصعب تطبيقها في المستشفيات الميدانية لعلاج مرضى كورونا من ناحية ماكينات الأوكسيجين والضغط السلبي للغرفة.

“كورونا مش مزحة”، ولعل الجدية الحقيقية سيشعر بها اللبنانيون عندما يرون المصابين بالفيروس على أبواب المستشفيات حيث لا مكان لاستقبالهم. عندها لا خط رجعة، لا أمل نتمسك به، ونقول جميعاً “انتهت حلول الأرض… الأمر متروك للسماء”.

خلود شحادة – ليبانون تايمز

Whatsapp