ندوة للمستشارية الثقافية الايرانية:”دور المرأة والأسرة في نشر ثقافة عاشوراء”

Whatsapp

بمناسبة أیام محرم والذكری الألیمة لملحمة عاشوراء الحسین (ع)، نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ومؤسسة عاشوراء الدولیة ندوة افتراضیة تحت عنوان “دور المرأة والأسرة في نشر ثقافة عاشوراء والنهضة الحسینیة” بمشاركة نخبة من أهل الفكر والعلم والمعرفة، عبر تطبيق Zoom Cloud Meeting للتواصل عن بعد.
بداية إستذكار المزايا الكبيرة للراحل آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، رئيس المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الإيراني، ومستشار قائد الثورة الإسلامية في شؤون العالم الإسلامي، الذي وافته المنية قبل أيام بعد مسيرة زاخرة بالعطاء والإنجازات.
ثم قدمت الكاتبة والمترجمة مريم ميرزاده الندوة بكلمة حيث اعتبرت “إننا نقف من مرةً أخرى، رغم تحولات العالم، أمام مشهدية عاشوراء الحسين (ع) لنتعلّمَ الدروسَ قبل أن نرثي المعلّمين، ولنقتدي بأبطالِ التاريخ قبل أن نبكيَهم. دروسٌ كثيرة تحملها واقعة كربلاء وإننا اليوم نحاول تقديمَ أحد هذه الدروس الأساسية التي تلعبُ المرأةُ فيها دور المعلّم”.
بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ محمد حسن أختري رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية فقال “نحن في هذه السنة وفي ظل هذه الظروف الصعبة نحيي ذكرى عاشوراء بالشكل غير المتعارف عليه عند عشاق الحسين “ع”، حيث منعتنا هذه الظروف من الإجتماع في المجالس وإقامة المواكب الحسينية. وارتأينا أن ننظم برامج إحياء هذه الذكرى العظيمة بهذا الشكل علنا نستفيض منها ما يروي عطشنا للحسين “ع”، ولذلك ما عساي إلا أن أقدم شكري الجزيل للدكتور خامه يار وإلى جميع الزملاء العاملين في المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، لتنظيم هذه الندوة القيمة”.
وأضاف الشيخ محمد حسن أختري “يقول الإمام الرضا “ع” أن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنتقضاء. ونحن أيضاً نقول بأن شهر محرم قد أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الإنقضاء، كما قال الإمام الرضا (ع)”.
ذكرت هذا الحديث لا عبّر عن موقفنا من هذا اليوم كما عبر عنه الإمام الرضا “ع”، ولكي نعرف أهمية إحياء مراسم العزاء في هذه الذكرى الأليمة وفي هذا اليوم العظيم الذي استشهد فيه الإمام الحسين”ع” وأصحابه المنتجبين الذين بذلوا دمائهم في سبيل الله تعالى من أجل إنقاذ البشرية من الحيرة والضلالة.
وعن دور المرأة في نشر الثقافة العاشورائية أشار الشيخ محمد حسن أختري إلى أن “للمرأة كما للرجل دور فاعل في المجتمع البشري على جميع الأصعدة، فدور المرأة يضاهي دور الرجل في إحياء القيم العليا والثقافة الدينية في المجتمع. إن إحياء قيم المجتمع تتجلى في عاشوراء الحسين”ع”. فكلاً من المرأة والرجل أدى دوره وبشكل فاعل في واقعة الطف المؤلمة”.


من جهته المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار وبعد أن شكر المشاركين في الندوة، أشار إلى كلام للإمام الخميني (قده) يقول فيه:
القرآنُ الكريمُ يصنعُ الإنسانَ والمرأةُ تصنعُ الإنسان.. الإسلامُ لا يوافقُ على حريةِ المرأة فحسب، بل يُعتبَرُ واضعَ أسسِ حريتِها في جميعِ أبعادِها الوجودية… لهنَّ الحقُّ في التدخلِ في السياسةِ وهذا هو تكليفُهنّ… وفي الإدلاءِ بأصواتِهنَّ والحصولِ على أصواتِ الآخرين… وليسَ هناكَ أيُّ مانعٍ من التحاقِهنَّ بالجامعاتِ والإداراتِ والمَجالس… يجبُ أن تتدخلَ المرأةُ في مُقَدِّراتِ البلادِ الأساسية.
وسأل المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان عن دورُ المرأةِ في المجتمع، وكيف تقومُ المرأة المسلمة خصوصاً ببناءِ مجتمعٍ سليمٍ وكيف بإمكانِها أن تفعل العكس؟
وأشار الدكتور عباس خامه يار إلى أن زينب بنت علي (ع) “تُعطينا النموذجَ الأمثلَ لشخصيةِ المرأة، في أبعادٍ مختلفةٍ منها الصبرُ والقوةُ والعطفُ والتربيةُ وحمايةُ الأسرةِ وغرسُ ثقافةِ الإيثارِ ونُصرةُ الحقِّ وبَذلُ كلِّ ما يملِكُهُ الإنسانُ في هذا الطريق. فقد رأينا زينب أماً صابرة تحمي العيالَ في غيابِ الرجال، ورأيناها أختاً مجاهدة لم تترك أخاها الحسينَ وحيداً أبداً، فكانت إلى جانبِه في ثورتِه ضد الظلم، ووقفت في لحظةِ حيرةٍ أتُقاتلُ مع أخيها أم تحمي العيالَ وتبقى معهم، فاختارَت العيالَ وحمايةَ بناتِ الحسين وصغارِه، لأنّ جهادَ المرأةِ يختلفُ في الكيفية عن جهاد الرجل، بناءً على وظيفةِ كلٍّ منهما وقدراتِه التكوينية. اختارت زينب إكمال رسالة النهضة الحسينية والتبليغ بها في كل العالم حتى تصلَ صرخةُ الحق إلى مسامع البشر على امتدادِ التاريخ”.
أضاف المستشار “فتلكَ هي حريةُ المرأة الحقيقية، المرأة القوية صاحبة الصوت، المرأة الصابرة المحتَسِبة التي علا صوتُها في وجه يزيد: فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا. لقد أحيَت زينب ذكرَ أخيها الحسين وواقعة عاشوراء، فكانَ إحياؤها درساً للعالم أجمع. وما بلغَنا إلى اليوم من ملحمة الحسين، إنما هو الدرسُ الذي وصلَنا من زينب، والرسالة التي بلّغَتنا زينب بها، حدَثاً حدَثاً، حتى اكتملَتِ المصيبةُ بشهادةِ الحسينِ ووُلدِه وإخوتِه وصَحبِه، فكانت زينب أعظمَ الرواةِ وصاحبةَ أكبرِ عزاءٍ في تاريخ الإنسانية. تلك هي المرأة. وهنا تكمنُ عظَمةُ دورِها في مواجهة الطغيان والاستكبار والظلم بقوةٍ وصلابةٍ جعلتها لا ترى في مصابِها يوم عاشوراء إلا جميلاً”.
وختم الدكتور عباس خامه يار بتوجيه التحية إلى الحضور، والمشاركات الكريمات “ممّن حضَرنَ لإحياءِ اليوم الأول من عاشوراء محرم، على طريقتهنّ في ظلّ الصعوبات التي نعيشُها، مجدداً التعزية للعالم الإسلامي برحيل آية الله الشيخ محمد علي التسخيري”.
وتحدثت الأستاذة أمل سماحة من الهيئات النسائية في لبنان وتناولت “عاشوراء وثقافة الصبر في دور السيدة زينب (ع)؛ زمن كورونا مصداقاً”.
ثم تحدثت الدكتورة زينب عيسى رئيسة جمعية السيدة زينب(ع) الخيرية عن “دور المرأة في تبيان أبعاد الصراع الأيديولوجي الرسالي؛ السيدة زينب بنت علي (ع) نموذجاً”.
وبعد ذلك، تحدث من دولة الكويت كل من الكاتبة الدكتورة زهراء الموسوي، الإستشارية النفسية ومؤلفة كتاب “قراءة نفسية في واقعة الطف”، عن “دور الأم والزوجة في اتخاذ القرارات وانعكاسه على الأسرة”، والدكتورة خولة القزويني الروائية والإستشارية الأسرية، عن “مواجهة تسليع الغرب للمرأة لتدمير بنيان الأسرة؛ تعزيز ثقافة الإقتداء بشخصية زينب (ع)، فكراً وسلوكاً”.

وتحدثت الأستاذة فاديا الحسيني، كاتبة وإعلامية من تونس، عن ممیزات الشخصیات النسویة الفذّة المشاركة في ملحمة عاشوراء وسبل التعریف بها لتكونَ قدوةً للنساء عموماً.
وفي الختام تُليت رسالة للإعلامية السورية روعة يونس.

Whatsapp