عندما كان يبحث أحمد عن رزقه في الجمّيزة حينها انتهت حياته .!

Whatsapp

في ذلك اليوم الأسود، ودّع أحمد عائلته، ورحل إلى مصيره المجهول بحثاً عن رزقه… رحل الى الأبد بعدما كان في سيارة الأجرة التي يمتلكها في شارع الجميزة، متوجهاً كما قال والده إبرهيم، “لجلب قالب حلويات لأحد الزبائن. وضع القالب في السيارة، ودوّى الانفجار. سقط قرميد من مبنى على السيارة، كسر جمجمته، وأنا احاول الاتصال به من دون أن يجيب. وفي النهاية أجاب زبون كان برفقته، أطلعني عن إصابة ابني وأقفل الهاتف”، مضيفاً: “علمتُ أنّه تم نقله الى مستشفى الوردية، سارعت لأجده لكن المستشفى كان مدمراً. حملته انا وأربعة من الشبان، سارعنا فيه الى الطريق العام لنقله بسيارة إسعاف الى مستشفى آخر. وصلنا الى مستشفى الروم، الذي كان هو الآخر مدمّراً، تم إدخاله الى غرفة العمليات لكنّ قلبه توقّف خلالها”.

“دفن السعادة”

“بدك شي أنا رايح على الشغل، وجاي اتغدى بعد الظهر”… آخر ما قاله أحمد لوالده الذي شرح: “أحمد وحيدي على ثلاث فتيات، ذكرى اسبوع استشهاده كان يوم ميلاده الثلاثين. مَن ربيته كل هذه السنوات في لحظة فقدته، كم هو مؤلم أن تخسر أغلى الناس فجأة، ففي الوقت الذي كنا نتهيأ لطلب يد شابة له والاحتفال بخطوبته، وجدنا أنفسنا نحضّر لزفّه إلى مثواه الأخير. دفنته ودفنتُ سعادتي معه، فقد كان عكازي في الحياة، فأتّكئ عليه كلما عاكسني الدهر. هذا العكّاز كسره كل مَن له يد بإدخال نيترات الأمونيوم الى البلد، وأنا أطالب بمحاسبتهم كي لا يذهب دم ابني وباقي الشهداء إهداراً”.

نحو مئتي شهيد ارتقوا في انفجار بيروت. مئتا عائلة مفجوعة اليوم بخسارة أبنائها. قصص مأسوية، ثمة خوف هائل من تكرارها.

Whatsapp