في السابق كان “الهليون” أكلة “للشهوة” فمن اشتهاها إما اشتراها أو بحث عنها في الحقول. لكن من كانوا يبيعونها كانوا قلائل جدًا. في زمن “كورونا” وتعطّل أشغال الكثير من الناس خصوصاً العمال المياومين، صار البحث عن “الهليون” شغلاً للعديدين، ومن هؤلاء خالد الميقاتي إبن القرقف في عكّار. على المستديرة التي تتوسط مدخلي قريتي جديدة القيطع وبيت الحوش، يجلس خالد الميقاتي اعتباراً من ساعات بعد الظهر، وقد وضع غلّته اليومية على جانب الطريق لبيعها. يقول خالد الميقاتي لـ “نداء الوطن”: “كنت أعمل في بيروت في نجارة الباطون. وبسبب الأوضاع توقف عملي منذ أكثر من شهر وهذا ما دفعني إلى جمع الهليون بشكل يومي وبيعه”.
أضاف “الحمد لله على كل شيء. ليس بالأمر السهل فهناك تعب كبير وجهد في البحث على النبتة في الحقول، وما أجمعه أحيانًا لا يأتي بالمصروف اليومي للبيت والعائلة، ولكن ليس أمامنا خيارات أخرى”.
كما خالد الميقاتي، كثيرون يجتهدون يوميًا لجمع “الهليون” لإعالة عائلاتهم، على أن الربطة – عدد قليل من القضبان- والتي كانت قبل هذه الفترة تباع بألف ليرة، صارت تباع بثلاثة آلاف والأكبر منها بقليل بخمسة آلاف، لكنها “بحصة قد لا تسنِدُ خابية” العائلات المحتاجة، التي فقد معيلوها أعمالهم. وتجدر الإشارة إلى أن موسم نبات “الهليون” هذه السنة مميّز ووافر بعكس السنوات الأخرى. ويقول الكثير من أبناء المنطقة “إن هليون هذه السنة يعيش عصره الذهبي وهو متواجد بكثرة في الحقول ورغم كثرة “القطافين” لا تزال الأرض كريمة في عطائها وباستمرار وبكثافة”. كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هناك أشخاصاً بدأوا زرع النبتة في أحواش صغيرة أمام منازلهم للإستفادة منها، كما أن هناك من يقوم بزرع نبتة الزعتر البري “الزوبع” الذي يتزامن نموه مع نموّ نبات “الهليون” في أماكن محددة قريبة من المنازل للإستفادة منها لاحقًا، سيما وأنه وكما يتراءى إلى هؤلاء “أن الأزمة الإقتصادية والمعيشية مطولة” لذلك فهم يحاولون التأقلم مع الوضع، والعيش بما تيسّر.
قم بكتابة اول تعليق