خاص صور برس – حبيب عزالدين
ناشد طلّابٌ لبنانيون عالقون في إيطاليا الدولة اللبنانية بالإسراع في إرجاعهم إلى بلدهم لبنان ومعالجة أوضاعهم التي ساءت كثيراً، مطالبين بالتحقيق في أسباب التأخير والبطئ في عملية النقل
فعبر موقع “صور برس” وجّه طلابٌ لبنانيون رسالةً إلى وزارة الخارجية اللبنانية والحكومة بشكل عام، ناشدوا فيها بالإسراع في إرسال طائرات ونقلهم الى لبنان، بعد مضي شهرين على انعزالهم في منازلهم المستأجرة في تورينو شمال البلاد، وتردّي أوضاعهم المعيشية هناك.
أحد الطلّاب المتواجدين في تورينو إتصل بالسفارة اللبنانية، حيث تفاجأ المسؤولون فيها بعدم وجود رحلاتٍ الى لبنان من مطار ميلانو شمال البلاد حيث يتواجد الطلاب، ويقول طالب آخر إن “طائرة وصلت الى روما، قيل إنها للحالات الخاصة فقط، ونحن تفهمنا ذلك، لكن منذ ذلك الوقت ونحن نتلقى وعوداً فقط دون تنفيذ ! وضعنا يسوء، وأهالينا ليسوا قادرين على تحويل أموال لنا بسبب ارتفاع سعر الصرف ما أدى الى ارتفاع كلفة التحويل”.
الطلاب وصفوا لنا حالتهم بالقول إنهم يصابون بانهيارات نفسية بسبب الخوف والهلع، وتأخر نقلهم، فيقول أحدهم “أنا في تورينو منعزل وحيداً في المنزل منذ اثنين وستين يوماً أي ما يقارب الشهرين، أخرج من المنزل مرة كل أسبوع لأجلب الطعام والمواد الغذائية الضرورية، ووقتي كله في منزلي الذي أدفع أجاره مقابل لا شيئ! فالبلد متوقف عن الحركة، والجامعة مغلقة، نحن عالقون هنا..نرجوا المساعدة!”
السفارة اللبنانية وعدت الطلاب بإرسال طائرة تقلّهم الى لبنان خلال اسبوعين، ليتفاجأ الطلاب فيما بعد، أن شركة “ميدل إيست” المسؤولة عن نقل المغتربين، لم ترسل أي طائرة، بالرغم من نقل أربعة رحلات من فرنسا، ورحلات أخرى من دول مجاورة. وهنا يطرح السؤال نفسه على كل من شركة طيران الشرق الأوسط ووزارة الخارجية: ما أسباب هذا التأخير والتقصير؟
أحد المقربين من الطلاب، أكّد أن المسافرين يتم انتقاؤهم بالإسم، والسفارة اللبنانية لم تتجاوب بشكل صحيح مع الطلاب في آخر رحلة خرجت من ايطاليا منذ شهر، فقد تم انتقاء الأسماء عشوائياً دون معرفة الأكثر ضرراً والأقل ضرراً، فبينما رجع الى لبنان الأقل تضرراً وتعرضاً للخطر، بقي هناك من هو اكثر عرضة للخطر.
وفي اتصال هاتفي أكد لنا خليل محمد وهو القنصل اللبناني في ميلانو شمال إيطاليا، أن مشكلة التأخير ليست في السفارة اللبنانية هنا وإنما في مجلس الوزراء اللبناني حيث “إن القرارت التي تتعلق بالرحلات تأتي من بيروت إلينا ونحن هنا ننفذها فقط”، وعن جهوزية السفارة لنقل الطلاب قال محمد “إننا جاهزون لوجستيا، وعلى استعداد دائم لإجراءات النقل”، وعن تقصير السفارة في ما يتعلق بالتجاوب مع الطلاب أضاف محمد “إن أرقام القنصلية في ميلانو مفتوحة لكل الطلاب وتواصلنا معهم جميعاً، ونحن الى جانبهم، لكن الأزمة الكبيرة هي طريقة تعامل المصارف مع الطلاب، بطريقة لا أخلاقية!”
من جهته اعتبر مدير مصلحة الإدارة السياسية في وزارة الخارجية غادي الخوري أن “المعاناة موجودة في كل دول العالم، حيث ينتشر اللبنانيون”، مؤكداً عدم قدرة النظام الصحي والأمني اللبناني على استقبال كل المغتربين دفعة واحدة، بل بمراحل عدة، وكل مرحلة لا تتحمل أكثر من 650 وافد من كل العالم، يتم نقلهم من منازلهم، الى المطارات حيث تجرى لهم الفحوصات الطبية، ثم نقلهم الى لبنان ليخضعوا للحجر الصحي في المراكز والمستشفيات المحددة
الخوري كشف عن وجود حوالي 200 طالب لبناني في إيطاليا، ووجزء كبير منهم في شمال البلاد، وقال الخوري آسفاً، إن طلاب إيطاليا مظلومين.
قم بكتابة اول تعليق