خاص – صور برس حيدر عطوي
منذ سنواتها الدراسية الأولى كانت بتول فحص مولعة بالقراءة والكتابة. تعلقت بالأدب والثقافة. لذا كانت تشعر أن مكانها أمام الشاشة ومخاطبة الجمهور . تقول عن ذلك:
“من طفولتي كنت حس انو الإعلام هو المجال الوحيد اللي بيشبهني. ولما أنهيت البكالوريا كان الوالد بحب إني أدرس مجال الصيدلي. ولكني أصريت على دراسة الإعلام بالجامعه العربية. واذكر أنو في كتار ناس كانو يقولولي انت محجبة وين بدك تلاقي مجال شغل بالإعلام، معقول يعني تقدري تشتغلي بالمنار!”
من يعايش بتول فحص عن قرب يعرف من دون تردد أنها ليست من الأشخاص الذين يتأثرون كثيرًا بكلام من حولهم سلبًا كان أم إيجابًا. لذا من البديهي القول أنها كانت تستقبل كلام المحبطين بابتسامة الواثق بأنه سيصل إلى ما يريد.
كيف كانت البداية؟
تجيب بتول “درست الإعلام في الجامعة العربية ومن السنة الأولى وفقني الله أن أجد عمل كمراسلة في قناة العهد الفضائية وهي قناة عراقية، ورغم حداثة عهدي بالإعلام وقتها إلا أنني كنت مستمتعة بالعمل الميداني وتحديدًا في تغطية الأحداث السياسية وسرعان ما تعملت سر الكثير. فمهنة المراسل تجعلك تتعلم كل شيء دفعة واحده وهذا ما يميزها في مجال الاعلام”.
لم يأخذها الاعلام كثيرًا عن دراستها. فكانت حريصة ليس على النجاح فحسب وإنما الحصول على علامة عالية جدًا في مشروع تخرجها .
من قناة العهد إلى قناة الإيمان الفضائية. لماذا؟
“كانت قناة الإيمان الفضائية في بداية انطلاقتها وتبحث عن موظفين جدد وكان عقدي مع قناة العهد في نهايته. فكان من الطبيعي أن أنتقل إلى الإيمان وهكذا كان”.
ثم تتابع بتول “في البداية وجدت صعوبة في التأقلم فأنا كنت أحب السياسة والعمل الميداني في حين أن قناة الإيمان لم يكن فيها برامج سياسية. ولكن مع الوقت تكيفت مع الواقع وسرعان ما تحولت القناة إلى بيتي الثاني وعملي فيها شكل نقطة تحول كبيرة في عملي المهني”.
لمعت بتول فحص كمذيعة للمرة الأولى في البرنامج الاجتماعي “أبيض أسود” وهو إنتاج عام 2013 حيث قدمت فقرة شبابيات حاورت خلالها العديد من الوجوه المعروفة في لبنان وطرحت العديد من القضايا الجدلية التي تواجه الشباب.
تقول بتول “برنامج أبيض أسود كان من أجمل وأهم البرامج التي عملت فيها كمعدة ومقدمة وهو يضم عدة فقرات وقد شاركت تقديم البرنامج مع الزميلين يعقوب علوية وآمنة رحال وحقق النجاح الذي كنا نتطلع إليه”.
ثم كرت سبحة البرامج التي قدمتها بتول على قناة الإيمان الفضائية من برنامج “تجربتي” عام 2014 وتلاه برنامج “لمن يهمه الأمر ” عام 2015 ثم برنامج “أريد حلاً” لموسمين متتاليين 2016 و2017 وحازت من خلاله على جائزة في مهرجان الغدير. وأخيرًا برنامج “خطوة ” والذي كان له نكهة خاصة وتركت فيه بصمة مميزة كونه كان آخر برنامج تقدمه على قناة الإيمان الفضائية قبل انتقالها إلى قناة المنار حيث تعمل الآن
هل صحيح أن برنامج خطوة تحول إلى خطوات في حياة بتول فحص الإعلامية؟
تبتسم بتول قبل أن تجيب على فكرة السؤال ثم تقول..
“فعلا هو كذلك. خطوة كان عملي الميداني الأول. فأنا على مدار ستة مواسم كنت أحاور الضيوف في الأستوديو، فاقترحت على إدارة القناة فكرة أن أقدم برنامج شبابي ولكن أنا سأذهب إليهم هذه المرة. وهكذا ولدت فكرة برنامج خطوة الذي كان منهكًا نظرًا لأن التصوير في الشارع أو الأماكن العامة يحتاج إلى جهد وتعب ولكن الله وفقنا أنا ومنتجة البرنامج رنا حوراني والمخرج علي خليل وقدمنا موسم مميز ونجح برنامج خطوة أن يقدمني خطوات كبيرة للأمام”.
برنامج خطوة الذي قدمت فيه بتول فحص عصارة خبرتها في مجال التقديم والحوار على مدار سنوات دفع أحد القيمين في قناة المنار إلى الاستفادة من هذه الطاقة الإعلامية وتوظيفها في أحد برامجها فكان أن أصبحت مقدمة في برنامج “نهار جديد” الصباحي على شاشة المقاومة. وأضحى الحلم حقيقة.
وعن هذا تقول بتول:
“كنت حب قناة المنار من طفولتي وما زلت، مش بس لأنها قناة المقاومة، وإنمت لأنها من القنوات القليلة الصادقه في هذا الفضاء الرقمي، قناة حرة، لم تنزلق الى لعبة الريتنغ وبقيت ملتزمة برسالتها الاجتماعية والانسانية وهالشي مش سهل بزمن البحث عن برامج فاقعه لرفع نسبة المشاهدة. وأنا بحس حالي هون مكاني ومن خلالها قادرة قدم كتير”.
من يعرف بتول عن قرب يلمس مدى ثقافتها الواسعة. ما ساعدها على أن تجيد لعبة الكتابة والرقص على الكلمات والتفنن في رسم جمل حمالة أوجه. وساعدها ذلك على خوض مغامرة التأليف. وفي أول مشاركة فعليه لها وصلت كتاباتها إلى حيث لم تتوقع هي نفسها.
هناك كثر يعرفون بتول الإعلامية. ولكن قلة الذين يعرفون بتول الكاتبة أو “ورد” كما تحب أن تطلق على نفسها.
لنتحدث عن مهارتك في كتابة القصة القصيرة؟
تأخذ محدثتنا نفسًا عميقًا كمن يتذكر بداياتها مع الكتابة ثم تقول:
” أنا أكتب منذ زمن ولكن قدر لي أن أشارك في مجلة الآداب فكتبت قصتي الأولى التي نشرت فيها بعنوان “أنا متزوجه” وقد لاقت هذه القصة نجاحًا كبيرًا. ثم شاركت بمسابقة “قصص بيروت القصيرة” وهي كانت عبارة عن ورشة عمل أقيمت في الجميزة تحت إشراف الكاتبة ديما ونوس وبحضور كتاب من عدة دول عربية. وفي ختام الورشه التي دامت شهر تقريبًا كتب كل منا قصة قصيرة في إطار المسابقة وحازت قصتي “رميم” على المرتبة الأولى مع شخصين كانا معي.
وكانت الجائزة أن تم ترجمة القصة للانجليزية والألمانية. إضافة إلى السفر إلى ألمانيا لمدة عشرة أيام حيث قدمت قصتي في ثلاثة صالونات أدبية. وكتبت إحدى الصحف الألمانية عن تلك التجربة، وأعطتني هذه المشاركة زخمًا قويًا لا سيما وأنني التقيت بعدد كبير من الكتاب من مختلف أنحاء العالم وكانت تجربة غنية جدًا، بوصفها بكلمتين للتجرية وبقول (بحبها كتير)
بتول فحص التي تعمل بهدوء وصمت لم تغيرها الشاشة ولا الألقاب والجوائز . مازالت تعتبر أنها في أول الطريق. وأن الشاشة وحتى الكتابة هما وسيلة وليس غاية. وأن جل غايتها أن تكون شخص مؤثر في المجتمع قادر على أن يساعد الآخرين على النهوض، مرددة بشكل دائم “الله عطانا كتير، منرد الجميل بقربنا من الناس وإنو نحبن أكتر”.
قم بكتابة اول تعليق