لهذه الاسباب اللبنانيون سيترحمون على الحجر المنزلي

Whatsapp

المستقبل ويب – ايمان ابراهيم –

ماذا سيحصل عندما نخرج من الحجر الصحّي كلياً ونعود إلى حياتنا الطبيعيّة؟ في لبنان المؤكّد أنّ حياتنا لن تعود كما كانت، وأنّ كثيرين منّا اليوم يشعرون بالخوف من المجهول القادم، والمستقبل القاتم، أقلّه المستقبل القريب، حيث علينا التعايش مع يوميات لا تشبه يومياتنا، ونصطدم بتغيّرات لم نتحضّر لها نفسياً، ولم يتح لنا ترف أن نتقبّلها على جرعات.

فما الذي سيتغيّر في حياتنا عندما نخرج من منازلنا، ونعايش انهيار الليرة، وفقدان رواتبنا قدرتها الشرائيّة؟

-لغاية اليوم نجلس في منازلنا، تقتصر مصاريف أغلبنا على فاتورة السوبرماركت المرهقة، لكن فاتورة السوبرماركت لن تكون الوحيدة التي سترهقنا، عندما نبدأ بدفع فواتير المدارس، القروض الشخصية، قروض الإسكان، وغيرها من الفواتير المؤجلة.

-سيارات معظمنا مركونة بالكاد نستخدمها لمشاوير ضرورية، عندما نعود إلى حياتنا الطبيعيّة، سنكتشف أنّ طاقم الدواليب بات يكلف مليون و 600 ألف ليرة، بعد أن كنا نشتريه بـ400 دولار أي 600 ألف.

-موسم الحرّ مرّ عابراً من خلال موجة انحسرت سريعاً، لكن الطقس الجميل لن يستمر طويلاُ، وسيكون علينا إعادة تعبئة مكيّفات السيّارة بالغاز. عملية بسيطة باتت تكلف 300 ألف بعد أن كانت تكلفنا 75 ألفاً.

-قطع السيارات ارتفعت أربعة أضعاف، أي قطعة غيار قد تكلفك راتبك، وتضطر معها إلى الاختيار بين إصلاحها وقضاء الشهر بدون مال، أو ركن سيارتك جانباً.

-هاتفك أصبح قديماً؟ قد يكون عليك الاحتفاظ به، فالهواتف الجديدة يحتسب فيها الدولار على 4000 ليرة، يعني الهاتف الذي كنت تدفع ثمنه مليون و500 ألف، ستشتريه بأربعة ملايين دون تقسيط. لن تعتمد المحال بعد اليوم أسلوب التقسيط، أقلّه في هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه المصارف. وما ينطبق على هاتفك ينطبق على سيارتك، وأدوات منزلك الكهربائية. ما عليك سوى أن تتلو دعاءً يحفظها من التلف، لأن شراء أي قطعة كهربائية بات عملية موجعة قد لا يكون بمقدورك تحمّل تكالفيها.

-مدبّرات المنازل سيصبحن حكراً على الأثرياء، بعد أن تجاوز عدد العاملات في لبنان الـ200 ألف عاملة بطريقة شرعية، عدا عن اللواتي يعملن بطريقة غير شرعية. إذا كنتِ موظّفةً بدوام كامل ولديك أطفال بحاجة إلى من يرعاهم في غيابك، ستضطرين إلى الاستغناء عن العاملة التي بات راتبها يتراوح بين 800 ألف ومليون و200 ألف وأكثر بحسب جنسيتها، ما يعادل راتبك، وعليك من الآن إيجاد البدائل، فمن سيرعى أطفالك خلال وجودك في العمل؟

-السفر إلى تركيا: هذا الصيف حتى لو اختفى كورونا بسحر ساحر، لن نتمكّن من السّفر إلى تركيا كما كان أغلبنا يفعل كل صيف. فالرحلة التي كانت تكلفنا 800 دولار، باتت اليوم بثلاثة ملايين و200 ألف ليرة. هذا عن تركيا، فما بالك بباقي الوجهات السياحية الأعلى كلفة؟

-قد تصبح مشاهدة النساء من دون ماكياج ثقافة لبنانية جديدة. إذ ستضطر الكثير من النساء إلى الاستغناء عن مساحيق التجميل. فبحسبة صغيرة علبة الفوندايشن التي كنا نشتريها بـ75 ألفاً أصبح ثمنها 300 ألف وهي من أسياسيات الماكياج، فما بالك بباقي أدوات التجميل المستوردة في ظل غياب أي منتج محلّي منافس؟

-الملابس: في منازلنا نجلس منذ الشتاء الماضي، غير آبهين بفكرة التسوّق، خصوصاً شراء ملابس جديدة، لكن عندما سنقرّر يوماً ما أن نشتري الملابس، سنكتشف أن الماركات التي كانت بمتناول أغلبنا مثل H&M وzara وMange ستصبح رفاهية ليست بمتناول الجميع، وأنّ شراء ملابس جديدة لن يكون متاحاً إلا في المناسبات الخاصّة، عندما تقرّر أن تهدي نفسك قطعة جديدة قد تكلفك نصف راتبك.

-المشاوي: قبل أشهر قليلة، كان بإمكانك تنظيم حفلة مشاوي، 5 كيلو لحمة بـ75 ألفاً. اليوم الحفلة نفسها تكلفك 150 ألفاً. وهو مؤشّر لانتهاء موضة الأحد والمشاوي، واقتصارها في الفترة القادمة على المناسبات الخاصّة.

وتطول القائمة، ونكتشف كل يوم أن الأمور التي كنّا نعتبرها “تحصيل حاصل” ستصبح حلماً، في واقع لا نملك سوى أن نتعايش معه لنتجاوز المرحلة المقبلة بأقلّ الأضرار.

Whatsapp