صرخة لبنانية من العراق… أعيدونا الى لبنان وإلا نموت!

Whatsapp

شبيهة بصرخة لبنانيي ​إفريقيا​ هي صرخة اللبنانيين في ​العراق​ الذين ينتظرون بفارغ الصبر خبر تحديد ​الحكومة اللبنانية​ موعداً لإرسال طائرة من ​مطار بيروت​ تعيدهم الى وطنهم، في وقت يجتاح فيه ​فيروس كورونا​ أعظم دول العالم. فكما في إفريقيا كذلك في العراق، الخوف ليس فقط من فيروس كورونا، إنّما من عدم وجود منظومة طبية إستشفائية قادرة على مواكبة سرعة تفشي الفيروس وتلبية حاجات المصابين، لا بل من عدم وجود حدّ أدنى من الإمكانات الطبية والإستشفائية، والخوف أيضاً من وضع أمني متفلت.

لذلك لا يوفر لبنانيو العراق وسيلةً إعلامية لبنانية أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي، إلا ويطلقون الصرخة عبرها لحثّ الحكومة على إجلائهم وإعادتهم الى لبنان. بحسب مصادر الجالية اللبنانية في العراق، عدد الذين سجلوا أسماءهم في السفارة على إستمارات الراغبين بالعودة قد تخطى الـ٥٠٠ شخص، والمؤسف أن عدداً كبيراً منهم يعاني من وضع إجتماعي وإقتصادي مزرٍ، لماذا؟ تجيب مصادر الجالية، لأن أكثريتهم دخل العراق بتأشيرة زيارة بهدف البحث عن عمل، والتأشيرة لا تخدم أكثر من ٣٠ يوماً فقط، وغالبية الراغبين بالعودة سبق أن تخطّت تأشيراتهم صلاحيتها، وبالتالي أصبح وجودهم غير قانوني، وهم ينقسمون الى مجموعتين، الأولى معفاة من دفع ضريبة التأشيرة المنتهية الصلاحية للخروج من البلد وقيمتها تساوي ٤١٦ دولاراً أميركياً، وذلك لأن صلاحية تأشيراتها إنتهت بعد فرض حظر التجول وإقفال المطارات في النصف الثاني من آذار الفائت، والثانية مجموعة إنتهت صلاحية تأشيراتها قبل قرار حظر التجول، وبالتالي هي مضطرة الى دفع الغرامة لترك البلد. أضف الى ذلك، هذه المجموعة من العمال، هي غير قادرة بحسب مصادر الجالية على دفع سعر تذكرة الطائرة لشركة ​طيران الشرق الأوسط​ والمتوقع أن يكون حوالى ٥٠٠ دولار مقارنة مع رحلات الاجلاء الأخرى، فكيف سيكون الوضع بالنسبة الى الذين يجب أن يدفعوا ٥٠٠ دولار كسعر بطاقة و٤١٦ دولاراً كبدل غرامة؟.

عندما نصف وضع هؤلاء بالـ”مزري” فلأنهم خسروا أعمالهم منذ حظر التجول الذي فرض إقفال المؤسسات في العراق، ولأن المؤسسات التي يعملون بها وأقفلت، كانت قد أمّنت لهم أمكنة مجانية للسكن، وعندما أقفلت خسروا هذه الأماكن، وإنتقلوا بفعل مبادرات خيرية للعيش عند لبنانيين آخرين قادرين على إستقبالهم، وعلى هذا الصعيد، تتحدث المعلومات من العراق عن جهود جبارة بذلها السفير اللبناني علي حبحب مع المقتدرين اللبنانيين هناك، لمساعدة هذه الطبقة من العمال التي فقدت أعمالها وأمكنة سكنها بسبب أزمة كورونا، ولتقديم المساعدات الغذائية لهم والأدوية التي يحتاجونها.

“إذا واحد منا أصيب بكورونا يعني مات” عبارة يرددها لبنانيو العراق عندما تسألهم عن أوضاعهم، فهل سيلقون آذاناً صاغية من الحكومة إسوة بغيرهم من اللبنانيين المنتشرين في العالم؟.

مارون ناصيف – النشرة

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*