مهزلة الكهرباء: تخفيض الإنتاج بهدف توفير مصطنع… وهذا ما خفي على بلحاج!

Whatsapp

من يستمع إلى التصريحات الأخيرة لنائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري، منذ يومين، ويعود بالذاكرة أشهرًا قليلة إلى الوراء ويراجع بدّقة ما صرّح به خلال زياراته لبيروت ولقائه المسؤولين اللبنانيين، لا يسعه إلاّ التوقّف عند التناقض في المواقف بين اليوم والأمس، ويسأل، كما كل مواطن، ما هي المعطيات المستجدّة التي تجمّعت لديه والتي جعلته يبدو أكثر تفاؤلًا من الماضي، خصوصًا أن لا جديد تحت سماء الإصلاحات الموعودة، والتي على اساسها سيُفرج عن مشاريع "سيدر"، التي تأخرت كثيرًا بفعل "سلحفاتية" الموازنة، بعدما دخلت البلاد في النصف الثاني من السنة المالية قبل أن تبصر هذه الموازنة النور، فيما يستمر الصرف على اساس القاعدة الإثنتي عشرية، ما يعني أن تخفيضات العجز في هذه الموازنة هي دفترية أكثر مما هي ترجمة واقعية لإصلاحات جذرية يحتاج إليها لبنان أكثر من أي يوم مضى، في ظل غياب الشفافية في تطبيق ما تمّ التوافق عليه تمهيدًا للإنطلاق في ورشة إعادة ترميم الثقة بين الدولة وناسها من جهة، وبينها وبين المستثمرين اللبنانيين والأجانب من جهة أخرى.

واستغربت بعض المصادر الإقتصادية الكلام الذي صدر عن بلحاج، وهو الذي أكد "أن لبنان في طريق سليم، بالنسبة إلى الإصلاحات على مستوى الموازنة والكهرباء"، وهو عبّرعن انطباعه الإيجابي وتفاؤله الحذر بسبب الوضع الاقتصادي في المنطقة، الذي هو وضع دقيق، لافتاً إلى أنه "علينا أن نكون على مستوى المسؤولية".



وقال: "نحن متفائلون في هذا الأمر، لكن الإصلاحات لا تنتهي. وهي أمر متواصل، ونحن مع الحكومة اللبنانية ولبنان، للمضي قدماً في هذه الإصلاحات، لا سيما بالنسبة إلى موضوع الكهرباء الذي يعتبر موضوعاً حيوياً".



وما لم يلاحظه بلحاج، وهو الذي مكث في لبنان زهاء يومين، أن التيار الكهربائي، بعد وعود وزيرة الطاقة ندى البستاني، يكاد لا يتخطّى تأمينه إلى المنازل والمصانع في كل المناطق اللبنانية ساعات محدودة ومعدودة، وكأن ثمة قرارًا في مكان ما لخفض الإنتاج إلى أقصى درجاته بهدف التوفير المصطنع على خزينة الدولة، مع تحميل المواطن عبء فاتورة عدادات المولدات البديلة، والتي سجلت في الآونة الأخيرة إرتفاعًا غير مسبوق وغير مقبول.



وعلى رغم حجب هذه المعلومات عنه تطرق بلحاج إلى المشاريع الموجودة في محفظة البنك، لافتاً إلى أن هذه المشاريع يجب العمل عليها أكثر بقوة ودعم "لأن لدينا أكثر من مليارين و400 مليون دولار في محفظة البنك الدولي اليوم، ومنها قرابة المليار دولار ليست في وضع إيجابي، خصوصاً أن المحفظة عندنا كبيرة وهناك طاقات، ولاسيما ان هذا المبلغ على ذمة الحكومة اللبنانية والمواطن اللبناني، وعلى الحكومة أن تعمل بجهد أكبر لإنجاز هذه المشاريع لانها استثمارية. وهذا الاستثمار إيجابي".



فما بين اليوم والأمس لم يتغير الوضع في لبنان كثيرًا سوى في الكلام التطميني الذي يسمعه المواطن من حين إلى آخر من بعض المسؤولين، الذين يهمهم تصوير هذا الوضع على غير حقيقته، فماذا أستجد حتى يبدّل بلحاج نظرته إلى الواقع المالي، وهو الذي نصح الحكومة منذ ما يقارب الشهرين، وفي آخر زيارة له لبيروت بضرورة القيام بإصلاحات ترقى إلى "مستوى تطلعات الشعب اللبناني"، وهي برأيه"مهمة وجوهرية. ويجب أن يقوم بها لبنان للتواصل مع الجهات المانحة، التي تدعمه، ولها أهمية في الوضع الاقتصادي والاجتماعي فيه".وهو أشار خلال آخر لقاء له مع وزير المال علي حسن خليل، إلى أن "الإصلاحات التي باشرت فيها الحكومة اللبنانية لم تصل إلى المستوى المرتقب". 

لبنان 24

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*