نتنياهو يستغلّ الظروف للضغط على إيران.. فهل يدفع لبنان الثمن ؟

Whatsapp

تحت عنوان كلام نتنياهو إعلان صريح بالحرب على لبنان، كتبت هيام عيد في صحيفة "الديار": انتقل العدو الإسرائيلي من مرحلة التهديد إلى مرحلة إعلان الحرب على لبنان، إذ شنّ في الساعات الـ48 الماضية، حملة ممنهجة، كما وصفتها مصادر ديبلوماسية لبنانية، وكأنه يمهّد لعدوان يحاول تبريره مسبقاً أمام المجتمع الدولي، وذلك، من خلال كلمة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، أو عبر الأفلام الموزّعة التي تدّعي وجود قواعد منصّات صاروخية ملاصقة لمطار رفيق الحريري الدولي أو في الضاحية الجنوبية.
واعتبرت المصادر نفسها، أن كلام نتنياهو، لا يحمل أية تفسيرات أو تأويلات، بل هو إعلان صريح عن العدوان على لبنان، إذ أن الموقف لم يأتِ كردّة فعل على تطوّرات سياسية أو ميدانية، بل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي أنه يندرج في سياق التخطيط والإعداد والتصميم الإسرائيلي على الحرب ضد لبنان بحجّة مزاعم وادعاءات كشفتها خرائط حملها نتنياهو إلى الأمم المتحدة، تظهر المطار وكأنه الهدف المقبل لأي حرب إسرائيلية مرتقبة على لبنان.
وبصرف النظر عن صحة المزاعم الإسرائيلية، فإن الدخول الإسرائيلي على المشهد اللبناني المأزوم أصلاً بفعل الأزمة الحكومية، فقد ركّزت المصادر على وجوب أن يتحرّك لبنان رسمياً وديبلوماسياً، من اجل إحباط المخطّط العدواني الإسرائيلي، والتصدّي لأي ضربة من خلال الضغط على المجتمع الدولي وعواصم القرار، وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية، للتدخل ومنع العدو الإسرائيلي من تنفيذ تهديداته، علماً وأن الرئيس دونالد ترامب، سبق وأن أعلن منذ أيام معدودة عن دعمه المطلق ل‍إسرائيل.
وفي هذا المجال، وجدت المصادر الديبلوماسية عينها، أن وزارة الخارجية اللبنانيةتقف اليوم أمام تحدٍّ كبير، إذ أن الأنظار تتركّز محلياً وخارجياً على الخطوات المرتقبة لجهة الإستنفار دولياً من أجل حماية لبنان من أي عدوان إسرائيلي، تحت ذريعة توجيه ضربة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأكدت أن الأولوية تتركّز اليوم في الإعداد لحملة ديبلوماسية من أجل دحض المزاعم والإدعاءات الإسرائيلية، إضافة إلى التحذير من تداعيات أي عدوان على اي منطقة لبنانية، لا سيما في ضوء التساهل الأميركي الواضح، وانحسار أي موقف رادع باستثناء الموقف الروسي الذي أعلنه وزير الخارجية سيرغي لافروف في وجه موقف وكلام نتنياهو التهديدي.
وبالتالي، شدّدت المصادر نفسها، على أن نتنياهو يستغلّ الظروف الدولية والصراع الأميركي ـ الإيراني، من اجل الضغط على إيران من خلال استهداف لبنان، وفي المقابل، فإن لبنان سوف يدفع الثمن فيما لو بقي منشغلاً بأزماته الداخلية، وبعيداً عن الأطراف الدولية المؤثّرة، والتي لا تنحاز بالكامل مثل الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وفي مقدّمها فرنسا والدول الأوروبية.
ومن هنا، فقد اعتبرت المصادر الديبلوماسية ذاتها، أن وتيرة الضغط الإسرائيلي الممنهج ضد لبنان، مرشحة لأن ترتفع في المرحلة المقبلة، في ظل القرار المشترك الأميركي ـ الإسرائيلي بالمواجهة مع إيران، لافتة إلى أن هذا الواقع يستدعي خطة دفاعية سياسية وديبلوماسية، تبدأ بترتيب وتحصين الساحة الداخلية من خلال الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية، ومن بينها تحدي الحرب الإسرائيلية التي أعلنها نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك.

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*