هل يمكن حصار “حزب الله” برياً؟

Whatsapp

بدأت الأحاديث في الإعلام بشكل لافت عما يصطلح على تسميته حصار "حزب الله" برياً بالتوازي مع حصاره المالي والإقتصادي، ولعل تغريدة النائب جميل السيد التي نشرها أمس كانت أبرز مؤشر على جدية هذا الطرح. لكن هل حصار "حزب الله" برياً هو أمر متاح وفق الحسابات الميدانية؟

تؤكد مصادر ميدانية مطلعة أن إحدى أهداف "حزب الله" من ذهابه إلى سوريا كان السعي لمنع إتمام أي حصار برّي له، وهو أنهى هذا الحصار منذ سيطرته على القصير وفتح طريق الهرمل بإتجاه دمشق يومها.

وتساءلت المصادر: "هل سيقبل "حزب الله" بفكرة حصاره الميداني بعد كل ما حققه في الجانب السوري من سيطرة كاملة على الحدود مع لبنان وعلى جميع المعابر وعلى جبال السلسلة الشرقية والقلمون؟".

لكن بعيداً عن قبول "حزب الله" بهذا الواقع أو عدمه، تعتبر المصادر أن هناك محاولات جدية غربية وأميركية للحدّ من فاعلية سيطرة الحزب على الحدود اللبنانية السورية، والسورية العراقية، إذ تسعى واشنطن بشكل مستمر إلى إرسال مراقبين وعسكريين إلى الحدود العراقية السورية والتواجد إلى جانب الحشد الشعبي، كذلك تصر على عدم تفكيك قاعدة التنف على الرغم من أن العرض الروسي كان يقوم على تسوية تترافق بموجبها عملية سحب القوات الإيرانية من الجنوب السوري بالإنسحاب الأميركي من التنف.

وتضيف المصادر إن السعي الأميركي الغربي يستمر من خلال العمل على تثبيت أبراج مراقبة عند الحدود اللبنانية مع سوريا مع ما يعنيه ذلك من إمكانية مراقبة الحدود عسكرياً.

لكن المصادر تلفت أن كل هذه الإجراءات وخصوصاً في الجانب اللبناني ليست ذات أهمية نظراً لإتساع الحدود التي يسيطر عليها الحزب، إضافة إلى وجود قواعد عسكرية تابعة له كلياً في القصير مثلاً قرب الحدود اللبنانية، وفي البوكمال قرب الحدود العراقية.

وترى المصادر أن عدم فاعلية الإجراءات بسبب وجود "حزب الله" في نقاط إستراتيجية في الداخل السوري هو الذي يدفع الخطاب الإقليمي والدولي للعودة إلى نقطة المطالبة بإنسحاب الحزب من سوريا، علماً أنه لم يعد هناك أي قوة قتالية حقيقية للحزب تشارك في المعارك.

وتخلص المصادر إلى أن الحصار البري غير ممكن، والخيار الوحيد المتاح حالياً في هذا الإطار هو ما تحاول إسرائيل القيام به من خلال إستهداف قوافل سلاح تظن أنها كاسرة للتوازن في المنطقة من دون أي ضمانات حول نتيجة الغارات العملية.

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*