مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

Whatsapp

لن نقول بأي حال عدت، لأن حياة اللبناني عادت بالفعل لا بالشعر سنوات الى الوراء. عيد أضحى فيه المواطن تحت رحمة سلة من الأعباء. جنى عمره بات أرقاما على أوراق غير قابلة للتقريش. ودائعه موضع تجاذب بين من يريد حمايتها ومن يسعى لقطع رأسها. الليرة خسرت أضعاف سعر صرفها أمام الدولار وأصبحت قيمتها بأسعار كثيرة وتحت رحمة سوق سوداء. الكهرباء مقطوعة والعتمة تلف الأرجاء بفعل قصة إبريق الفيول التي يبدو أنها تتمدد.

أما فاتورة الإشتراك فعداداتها حسابة لا تتوقف عن الحساب مضروبة بشطر ثابت وآخر متحرك، وإدفع يا مواطن. المياه شحيحة والسترن كمراجيح العيد المفقودة رايح جاي، وإدفع يا مواطن. الدواء ينفد والصيدليات هدف لكل مريض طفران. لكل والد طفل يريد الحليب. الغذاء بات سلعة في سوق سوداء إذا سلمت من غلاء واحتكار لا تسلم من فساد وجشع لا تنتهي صلاحيته.

الاستشفاء بات لمن استطاع إليه سبيلا ومداخل المستشفيات تسرد قصة فاتورة تكوي الجيوب قبل الأوجاع. البطالة تفتك كطاعون بمصير عائلات ومستقبل الأبناء.

وللكورونا حديث آخر يوازي همه كل ما تقدم من هموم. عدد الإصابات لا يتوقف صعودا. الإغلاق لا بد منه وخسائره الاقتصادية لا بد من تجرعها على مضض.

أيها العيد، ماذا بقي من الفرح، من البركة، ألم تحن ساعة وحدة الموقف وإصلاح السلوك والأداء الوطنيين؟ صناعة الوطن تنسجه خيوط تبدأ بتغيير ما في النفوس قبل النصوص ويدعمه الابتعاد عن الكيدية والانتقام. بذلك نصنع للوطن والمواطن أعياده. وحينها تكون أيام اللبنانيين وأعوامهم كلها بخير، فقط حينها.

Whatsapp