المفتي قبلان : عيدنا اليوم مغمّس بالعداوات والفتن والحرائق والحروب ….

Whatsapp

وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة إلى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا، لمناسبة عيد الاضحى، وقال: “عيدنا اليوم مغمس بالعداوات والفتن والحرائق والحروب، التي تطوق منطقتنا منذ ما يقرب العشر سنوات، ولم تخمد، ونعاني من إفقار ويأس واستنزاف وحصار شامل في لبنان، وسط أزمة مجتمع وسلطة وتجار جوع وحيتان أسعار وسلع، وذئاب احتكار، وتماسيح متعطشة، وضعت لبنان أمام كوارث مجتمعية وأخلاقية”.

وأضاف: “البلد يعيش كارثة تاريخية موصوفة وبكل المعايير، فيما هناك من يكابد ويناكد؛ البلد ينحرف وينجرف بسرعة فائقة، وهناك من يلعب لعبة الفتنة ويصب الزيت على النار، البلد أمام مشروع دولي وإقليمي لإعادة ترسيمه على قاعدة جغرافية الطوائف والمذاهب. البلد أمام الخطر الكبير، لأن الفتنة تبدأ بالكلمة، ولا تنتهي بها”.

وعلّق قبلان على طرح الحياد بالقول: “لا يجوز السقوط في مصيدة المشروع الدولي الإقليمي، الذي يضيق الحصار على بلدنا، المنطقة ملتهبة، والصراع الدولي يتفاقم فيها بشدة، وقصة الحياد مستحيلة، لا لأننا لا نريدها، بل لأنها غير ممكنة على الإطلاق، فالعالم مقسوم بشدة، ومنطقتنا مشتعلة بمختلف الحروب والأدوات، والحشد الدولي يخوض معارك على المنطقة ولبنان فيها، ويعيد انتاج القوة لتقسيم الدول والكيانات، بما فيها بلدنا، ومن يضع رأسه في الرمال يؤكل، فلا تضعوا رؤوسكم في الرمال فالمنطقة إلى كارثة إن لم تبادر القوى العربية والإسلامية الوازنة إلى مصالحة سياسية وأخلاقية، وسحب فتيل التفجير من أيدي الأميركي. وهذا ما نأمله من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن تركيا ومصر وغيرهم، والمعول عليهم الدخول في تسوية سياسية كبيرة، وإلا فإن المنطقة إلى كارثة غير مسبوقة”.

ورأى أن “لبنان يعيش على وقع دوي حروب المنطقة الهائجة، في ظل مشروع دولي إقليمي، يرعاه ويديره الأميركي ويمارسه حربا اقتصادية هائلة على لبنان، ويفرضه حصارا دوليا شاملا على شعبه ومشروع دولته، وسط انقسام سياسي داخلي، ودعوات للنأي بلبنان عن نيران المنطقة وحروبها، في الوقت الذي نرى فيه أن جزءا من هذه الحروب الكارثية، وهذا الحصار اللاأخلاقي واللاإنساني واللاقانوني هو على لبنان وليس بعيدا عنه، ولبنان في قلب العاصفة، وضمن محاورها، ولا يمكن أن يكون محايدا، بل عليه أن يكون شريكا فاعلا وأساسيا في الدفاع عن نفسه وعن مصالحه، وإلا أصبح فريسة سهلة المنال”.

وقال: “لسنا ببعيدين عن إخواننا في بكركي، لأن مصلحتنا ومصلحة بلدنا تفرض علينا جميعا أن نكون في خندق واحد للدفاع عن لبنان وعن حقوق اللبنانيين، والشراكة مع المسيحيين في لبنان هي ضرورة”.

ودعا الحكومة إلى “المبادرة واتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والمالي الجريء والواضح، والبدء بالعمل على وقف النزف والهدر وحماية الأسواق والسلع، وكسر دفاعات الحماية السياسية عن المغارات المالية في كل مؤسسات وإدارات الدولة والمجالس المختلفة. وهذا يفترض حسم الخيار بالتوجه نحو الشرق، نحو الغرب، نحو أي جهة في العالم تتحقق فيها مصلحة لبنان من دون القطيعة مع أحد، ونفضل الجوع والحصار على خيانة مصالح لبنان، وسنكون حيث مصلحة لبنان”.

Whatsapp