يريدون محوك باسم الحضارة

Whatsapp

بقلم الاستاذ حسين دهيني 

(كلمة إلى المعلّم)
على بُعدِ أسبوع،من عيدك ،يا معلّم الأجيالِ،يا وجه النعمِ والعطاء، يا رفيق القلم والقرطاس،تنطّ برؤوسها،من هنا وهناك دعايات،بل ينطّ إشهار إلى استبدال دورك القيميّ السامي المقام،لتغدو مجردَ آلة ميّتة، تحكي وتبثّ من معازل يريدون لكَ أن تقبع فيها باسم التكنولوجيا والتعليم ،لكي تصير حبيس آلات بكماء تنطق فقط،كلُعبِ الأطفال دون روح ورياحين..
يريدونك كسولاً ؛تصدح،أو تروي،بل ربما تموء،واعذرني لكلمة (تموء) ،يريدونك ملقّناً من خلف شاشة، بينما يدعون إلى التعليم التفاعلي ،وهل يكون تغيير النمطيّة في التعليم بهذا الشكل من الانطوائية والخلود على الأرائك؟
فالتعليم لا يكون إلاّ إذا شمّ التلميذ رائحة الكتب،ونظر إلى السبورة،حيث أنامل المعلم تخطّ كلمات ذات أبعاد ومعانٍ، لا يكون الحرف جميلاً إلى إذا آخاه التلميذ تحت رعاية معلّمه،ولا تكون الحياة حافلة بالمحبة إلاّ عندما يخالط التلميذ اترابه، أمّا إذا قبع التلميذ في فراشه، فالكسل والاسترخاء والانتفاخ هو ما سوف يصل إليه..
ايها المعلّم ،إنّ ما يدعون إليه، نتاجه موت الطفولة،لا احياؤها، فهل يمكن للمعلم أن يظل ساعات دوامه قابعاً خلف آلة تسجيل الدرس ،ومن ثم إرساله عبر الفضاء؟ وأين هي الحميمية في العطاء؟ أليس هذا هو التّلقين ولكن بعنوان جذّاب انتجته الحضارة؟
أيها المعلم، إنها دعوة لفكّ ارتباطك مع بني قومك،لسحل المحبة بينك وبين مواطنيك..
عجباً، لهذا التنافخ بين المدارس،عجباً ،من زمن يصير المعلم فيه بوقاً يذيع كلمات عبر شاشة..
ايها المعلم ،يريدونك كلّ شيء إلا أن تكون معلّماً مربيّاً..
٣-٣-٢٠٢٠
أبو غيداء/ طورا

Whatsapp

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*