خبير عسكري: “اصابع اسرائيلية” في انفجار عين قانا .. وهذه هي التفاصيل

Whatsapp

تتوالى الخضّات الأمنية في البلد الجريح لبنان بدءً من التوترات في الجنوب والتي سبقت الإنفجار الذي هزّ لبنان في الرابع من آب، وتلاها الإنفجار ومن ثمّ حرائق المرفأ المدمّر، الى أن هزّ الجنوب نهار الثلاثاء إنفجار في منطقة عين قانا-قضاء النبطية، والذي لا يزال مُبهم الأسباب كإنفجار مرفأ بيروت، وسط تساؤلات جذرية حول الأسباب الحقيقية للإنفجار وعمّا إن كان نتيجة استهداف إسرائيلي مُباشر لحزب الله أو عملاً تخريبياً أو هو فعلاً نتيجة خطأ تقني في مركز تجميع مخلّفات الحرب؟

وفيما سارعت بيئة “حزب الله” وإعلامه الى الترويج لفرضية وقوع إنفجار في محطة للوقود والتي سُرعان ما كذّبها أبناء منطقة عين قانا الذين أكّدوا أن لا محطة وقود في المنطقة المذكورة، عاد الحديث عن أن إنفجاراً وقع في مركز تجميع أسلحة ومخلفات من حرب تموز نتيجة خطأ تقني وقع في المركز، إلّا أن العميد الركن فادي داوود إستبعد الرواية تلك، قائلاً في حديث لموقع “جنوبية”: “الأسلحة ومخلفات الحرب لا تنفجر الذي ينفجر هو القاذئف والمتفجرات، والكلام عن مركز لتجميع مخلفات حرب 2006 كقنابل عنقودية وغيرها، كلام غير دقيق بتاتاً لأن المخلفات العسكرية في نهاية المعركة أو الحرب، حتى داخل التمرين العسكري، يتم تجميعها داخل بقعة ومن ثم يُصار الى معالجتها عسكرياً اي تفجيرها في مكان آمن اذا أمكن”. أضاف: “هذا ما يحويه مركز التجميع ومن شروطه الحيطة، اي عدم وضعه في منطقة سكنية، وبالتالي مركز التجميع هو لمعالجة مخلفات الحرب فور انتهاء الحرب لا إبقائها لمدة 14 عاماً!فرواية مركز التجميع التي يتبناها حزب الله غير واضحة وغير دقيقة”.

عمل تخريبي على خُطى إيران وسوريا

وفيما يتم التكتّم حول أسباب الإنفجار في عين قانا كما تم التكتّم على أسباب إنفجار مرفأ بيروت متسترّين خلف حجّة “معلّم التلحيم”، يُرجّح داوود فرضية العمل التخريبي في بيروت والجنوب على خُطى ما يحصل في إيران وسوريا قائلاً لـ”جنوبية”: “أنا أميل الى فرضية العمل التخريبي حيث يمكن لأي شخص أن يضع جهازاً ويصله بصاعق متفجر كما حصل في مرفأ بيروت-مع احترامنا للتحقيقات التي تُجرى- فلا يمكننا ان نفهم كيف يمكن لـ”معلّم تلحيم” بشرارة واحدة أن يُفجّر المرفأ، وبالتالي اميل لفرضية العمل التخريبي القائم على مبدأ “الحروب الصغيرة”، كما يحصل في إيران من حرائق وإنفجارات مجهولة السبب في منشئات نووية”.

واضاف: “أضع إنفجار عين قانا في إطار الحروب الصغيرة وما نراه في إيران وسوريا مماثل لما يحصل في لبنان والمستفيد الأول منه والمتسبب به هو إسرائيل”.

هل تستدرج إسرائيل حزب الله الى معركة؟

وعن التصعيد الإسرائيلي المتكرر المتمثّل بخروقات متكررة وبوتيرة سريعة للأجواء بالإضافة الى إطلاقها قنابل مضيئة جنوباً بالتزامن مع التصعيد الكلامي لمسؤولين إسرائيليين ضد “حزب الله” رأى داوود انه “اسرائيل اليوم تحت ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبالتالي لديها هامش مواجهة كبير جداً مع “حزب الله” وان ربح بايدن -منافس ترامب في الإنتخابات- لا ضمانة لاسرائيل ان يبقى لها هامش المناورة هذا، وبالتالي من الممكن ان تكون اسرائيل تسعى حالياً لاستدراج الحزب ولكن في الوقت عينه وبرأيي أشك بهذه الرواية، لأن اسرائيل تسيراليوم في خط توقيع اتفاقيات سلام مع الدول العربية وبالتالي ليس من صالحها ان تخلق حرباً مع حزب الله، كما وان اي ضربة اسرائيلية على حزب الله سيُظهر الحزب بمظهر المُعتدى عليه وسيدافع تلقائياً عن نفسه ويحظى بعطف شعبي حوله وهذا ليس من صالح العدو”.

أمّا عن الطيران المعادي المكثّف فوق الأجواء اللبنانية قال داوود: “موضوع الطيران لا يؤشر على شيء، لأن أجواءنا مستباحة دائماً، حتى ان حصل حريق في الجنوب يخرج الطيران الاسرائيلي فواراً ويصوّر ما يحصل وبالتالي وجود الطيران غير مؤشر على عمل تخريبي”.

وقوع إصابات

عقب الإنفجار تضاربت العلومات حول ما إن تم تسجيل إصابات بشرية، فيما نفى الحزب أن يكون هناك خسائر بشرية، إلّا أن داوود-قائد عمليات فجر الجرود في الجيش اللبناني- يرى أن “موضوع الإصابات الذي ينفيه حزب الله، نأمل أن يكون صحيحاً ولكن، ان سرنا برواية مركز التجميع او موقع عسكري وعتاد عسركية، فهل تترك هذه العتاد أو المراكز بدون حراسة؟ حتى موقف السيارات يوضع عليه حراسة، فما بالكم بنقطة عسكرية؟ وبالتالي العتاد العسكرية أو مراكز التجميع يُستحيل تركها بدون حراسة، على أقل تقدير كي لا تُسرق وتستعمل من قبل العدو وبالتالي “رواية اللاضحايا”، اتمنى ان تكون صحيحة، أما الاستدلال بالعقل فيقول انه يجب ان يكون هناك ضحايا”.

استهداف قيادي للحزب وصمت “اليونيفيل”

وعن الصمت المريب لقوات الطوارىء الدولية “اليونيفيل” عن ما حصل في عين قانا رأى داوود أن “نطاق مسؤولية اليونيفيل جنوب الليطاني، أما منطقة عين قانا فهي شمال الليطاني وبالتالي غياب اليونيفيل عن الحدث هو بسبب ان ما حصل خارج قطاع مسؤوليتها”. أمّا عن ستهداف قيادي لحزب الله، علّق داوود قائلاً: “هذه الرواية برأيي غير دقيقة لانه لا يمكن لقياديي حزب الله ان يجتمعوا على مخزن متفجرات”.

المصدر: جنوبية

Whatsapp