جاء رشيد طه إلى بيت لحم، عندما كانت المدينة تجهد لإعادة صياغة أيامها المقبلة بمناسبة الألفية الثانية لميلاد أشهر أبنائها؛ السيد المسيح؛ طفل المغارة، والسيد، والملك، وابن البتول، وابن الرب، ثم الرب نفسه.
كانت مرته الثانية في بيت لحم، وسيتذكر مجدي الشوملي، دائمًا، بأن رشيدًا، لم يكن مهتما بالنقود، وإنما بشغفه الفلسطيني، بفلسطين الحلم الجزائري.
عندما صعد رشيد على مسرح ساحة المهد، أكبر ساحة عامة في فلسطين، في أخر يوم من الألفية الأولى، كان مفعمًا بالحماسة، وبجمهور محب متفاعل، ولكن يبدو أن هذا التفاعل الذي يبث مباشرة عبر التلفزيون الرسمي، ومحطات عالمية، بدا أنه غير مُسيطر عليه للسلطة المحلية، فصعد قائد المنطقة بزيه العسكريّ إلى المسرح غاضبا، محذرًا، ولم يكن مفهومًا، بالنسبة للملايين من مشاهدي التلفزة، لماذا هو غاضب أصلاً.
كانت لحظات اختبار شرقية كلاسيكية، بين القوة العمياء، والفرح الذي يمكن أن يخيفها ويفقدها صوابها.
في تلك السنوات، كان الغضب يخترق عظام مفعمي بيت لحم، وكأنهم يعيشون خريف لا ينتهي، من المحسوبية، والفساد، والاستقواء، وطول عمر المرحلة المشمشية، وكانت بيت لحم والأرض المقدسة، على مفترق آخر من تاريخها الفارق، فلم تمض سوى أشهر معدودات، حتى اشتعلت النار، ونفذت قوات الاحتلال أوَّل عملية اغتيال لها في انتفاضة الأقصى في بيت لحم، لتتواصل لغة الحديد والنار.
ولن تنتج الدماء التي روت التراب، سوى الانقسام، والتفتت. لقد انتصرت القوة العمياء، على فرح البسطاء، الذين سيقدر لأحفادهم وأحفاد أحفادهم أن يعيشوا ألفية أخرى، في مراوغة الهوية.
اختصرها رشيد، وعاش، ومات، على الجانب الآخر من المتوسط!
كانت مرته الثانية في بيت لحم، وسيتذكر مجدي الشوملي، دائمًا، بأن رشيدًا، لم يكن مهتما بالنقود، وإنما بشغفه الفلسطيني، بفلسطين الحلم الجزائري.
عندما صعد رشيد على مسرح ساحة المهد، أكبر ساحة عامة في فلسطين، في أخر يوم من الألفية الأولى، كان مفعمًا بالحماسة، وبجمهور محب متفاعل، ولكن يبدو أن هذا التفاعل الذي يبث مباشرة عبر التلفزيون الرسمي، ومحطات عالمية، بدا أنه غير مُسيطر عليه للسلطة المحلية، فصعد قائد المنطقة بزيه العسكريّ إلى المسرح غاضبا، محذرًا، ولم يكن مفهومًا، بالنسبة للملايين من مشاهدي التلفزة، لماذا هو غاضب أصلاً.
كانت لحظات اختبار شرقية كلاسيكية، بين القوة العمياء، والفرح الذي يمكن أن يخيفها ويفقدها صوابها.
في تلك السنوات، كان الغضب يخترق عظام مفعمي بيت لحم، وكأنهم يعيشون خريف لا ينتهي، من المحسوبية، والفساد، والاستقواء، وطول عمر المرحلة المشمشية، وكانت بيت لحم والأرض المقدسة، على مفترق آخر من تاريخها الفارق، فلم تمض سوى أشهر معدودات، حتى اشتعلت النار، ونفذت قوات الاحتلال أوَّل عملية اغتيال لها في انتفاضة الأقصى في بيت لحم، لتتواصل لغة الحديد والنار.
ولن تنتج الدماء التي روت التراب، سوى الانقسام، والتفتت. لقد انتصرت القوة العمياء، على فرح البسطاء، الذين سيقدر لأحفادهم وأحفاد أحفادهم أن يعيشوا ألفية أخرى، في مراوغة الهوية.
اختصرها رشيد، وعاش، ومات، على الجانب الآخر من المتوسط!
(*) مدونة كتبها الروائي أسامة العيسة في صفحته الفايسبوكية
Be the first to comment