خرج زوّار «معرض دمشق الدولي» الذي يقام من 6 إلى 15 أيلول (سبتمبر) بانطباع سلبي عن الاحتفال الافتتاحي المتواضع. لكن مستوى الاحتفال يبقى أفضل بكثير من التنظيم المزري الذي أهمل الفنانين السوريين، وترك الإعلاميين ينتظرون عند الباب حتى تدخّل وزيرهم شخصياً ليسمح لهم بالدخول. طبعاً، فالمناسبة مصنوعة بمزاج سياحي بحت همّه تصدير صورة متوازنة عن سوريا وإيصال ملامح التعافي الذي تعيشه دمشق إلى أنحاء العالم. وقد بذل اهتمام مبالغ تكريماً للضيوف العرب وحتى في أجور المغنّين الذي يحيون حفلات المعرض التي تبلغ خمسة أضعاف أجور المغنين السوريين. ربماً تجد تلك السياسة مبررات عدّة كما يمكن التعتيم على سوء تنظيم الافتتاح بحجج كثيرة، لكن الملفت هو حضور نجوم «المحروسة» بذريعة استخدام شهرتهم للترويج للمعرض وللطقس الشامي الذي عاد العام الماضي بعدما توقّف طيلة سنوات الحرب. والمفاجأة كانت رفض هؤلاء النجوم على رأسهم ميرفت أمين ومحمود حميدة إعطاء أي تصريح إعلامي، والتعالي في أسلوب الحديث مع الإعلام السوري الرسمي والخاص. الحالة تلك فتحت أبواب «جهنّم» الافتراضية على السوشال ميديا حول الضيوف واختيارهم وتوجيه الدعوات لهم والكلفة الباهظة التي تدفعها الجهات المنظمة لاستقدامهم. لكنّ أحداً لم يتجرأ على ذكر الأسماء علانية، كما غض الإعلام الرسمي الذي أكل الضرب من نجوم «هوليوود الشرق»، عن كل الملف خوفاً من مساءلة رقابية ربما أو عتاب المسؤولين الذين يفضلون العمل الإعلامي المعافى تماماً من أي إشكاليات!
Be the first to comment