المازوت على خطى البنزين في السوق السوداء

المازوت

حسين سعد / جنوبية

على خط المازوت والمولدات الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي، تنشط عملية بيع المازوت بالسوق السوداء، وهي تختلف عن سوق البنزين (الغالون)، التي تتزعمها مجموعات لها عناوينها وأرقام هواتفها، ويتولى إدارة السوق السوداء بالنسبة إلى المازوت التجار الكبار (الشركات)، على امتداد الجنوب الذين يحصلون على الكميات الكبيرة من مصفاة الزهراني حسب السعر الرسمي (٥٥ الف ليرة). وسيؤدي السعر الرسمي الجديد للمازوت، التي تسعر على أساسه وزارة الطاقة سعر “الكيلو وات”، الى ارتفاع فاتورة المشتركين اضعافا عن شهر حزيران خاصة مع وصول ساعات تغذية الدولة الى شبه الصفر. تباع صفيحة المازوت التي حددتها وزارة الطاقة بـ٥٥ الف ليرة، بتسعين الف ليرة في السوق السوداء، من دون حصول مشتريها على فواتير ولو وهمية وغير رسمية، ويشتري هذه المادة الأكثر حيوية بشكل أساسي، اصحاب المولدات الكهربائية الأكثر استهلاكا للمادة و الأفران ومحطات ضخ المياه، سواء العامة التي تغذي البلدات والقرى او الخاصة الموجودة في البساتين الزراعية والمنازل . يؤكد تجمع اصحاب المولدات الكهربائية، التي عملت في اليومين الماضيين أربعة وعشرين ساعة، في كثير من البلدات و١٨ ساعة في مدن وقرى أخرى يعتمد فيها تقنين المولدات منذ أكثر من شهر، انهم يشترون صفيحة المازوت ما بين ٧٠ إلى ٩٠ الف ليرة، من أصحاب شركات المحروقات في الجنوب الذين يحصلون على كميات المازوت بالسعر الرسمي من مصفاة الزهراني، وأصحاب هذه الشركات من المعروفين، ممن يجاهرون ببيع المادة بهذه الأسعار لأصحاب المولدات، الذين لا تكفيهم الكميات التي يشترونها بالسعر الرسمي من محطات الوقود، التي يعمد بعضها أيضا إلى بيع المازوت بأسعار غير رسمية. فواتير تموز ستكون صادمة للمواطنين، بسبب ارتفاع ساعات التغذية للمولدات جراء غياب كهرباء الدولة ويقول لـ”جنوبية” ان “العديد من أصحاب المولدات في صور والنبطية، مكرهين على شراء المازوت بأسعار مرتفعة من ذات الشركات، التي كانت قبل الأزمة تبيع المادة بأسعار رسمية، وهذا ما يرتب أعباء كبيرة ،لا سيما وأن وزارة الطاقة تفرض عليهم الالتزام بالسعر الشهري الذي تحدده على اساس سعر الصفيحة بـ٥٥ ألفا، فيما الواقع مختلف تماما”، مشيرين إلى أن “فواتير تموز ستكون صادمة للمواطنين، بسبب ارتفاع ساعات التغذية للمولدات جراء غياب كهرباء الدولة، وارتفاع ثمن الصفيحة من ٣١ الف في حزيران إلى ٥٥ ألفا في تموز” . ويكشف أحد أصحاب الاشتراكات الكبيرة في مدينة صور، ان البلدية “ساعدت في تأمين حوالي عشرين بالمئة من مادة المازوت حسب السعر الرسمي للمولدات في نطاق المدينة، اما القسم الأكبر من الاحتياجات مصدرها السوق السوداء التي تتعدى التسعين الف ليرة.ويخشى المشتركون الذين تزداد أحوالهم سوء من كلفة الفواتير هذا الشهر، وما يليه اذا ما استمر الانهيار وارتفاع سعر الدولار الذي يتحكم بحياة المواطنين. وفيما يخص الأفران، أكد عدد من أصحاب الأفران في صور والجنوب، انهم يحصلون على المازوت حاليا بالسعر الرسمي من مصفاة الزهراني، على إثر لقاء عقد بين نقيب الأفران علي ابراهيم وممثلين عن قيادة الجيش اللبناني، التي تهتم بهذا الشأن للحفاظ على سعر الخبز وعدم دخوله السوق السوداء.