كتب رضوان مرتضى في” الاخبار”:
أجبرت جمعية بنين الخيرية البنك اللبناني – السويسري على تحويل أموال تبرّعات احتجزها لديه إلى الحساب المصرفي للجمعية في تركيا لإجراء عمليات جراحية لعدد من المرضى. فَعَلت جمعية «بَنين» ما كان يفترض بأي مودعٍ أن يفعله منذ بدء الأزمة. لكن المصارف لن تسكت، بل قررت «الإضراب» اليوم، وبدأت ممارسة الضغوط على القضاء، مباشرة وعبر شركائها السياسيين، بهدف «تأديب» رئيس الجمعية، لمنع انتشار «عدوى» تحصيل الحقوق!
استُدعي رئيس جمعية «بَنين» للتحقيق معه لدى فرع المعلومات بإشارة النيابة العامة
جُنَّ جنون المصرف. ووقف إلى جانبه باقي المصارف. إذ إنّ خطوة جمعية «بَنين» ونجاحها في تحويل مالها إلى خارج لبنان قد تُشجّع باقي المودعين على الحذو حذوها. لذلك أعلن البنك اللبناني السويسري إقفال أبوابه، وتضامنت معه جمعية المصارف، معلنة «الإضراب» اليوم. المصارف نفسها التي تفتش عن إعلاميين لتدفع لهم المال لتلميع صورتها، سبق أن دفعت مبالغ بالـ fresh dollars لعدد من الوسائل الإعلامية للوقوف إلى جانبها. ولم تكتف بذلك، بل تمارس، مع سياسيين ورؤساء حكومات ورجال دين، ضغوطاً على القضاء اللبناني لدفعه إلى توقيف رئيس جمعية «بَنين» محمد بيضون، الذي «احتلّ» المصرف أمس، مطالباً بحقوق الضعفاء. وقد تلقّى بيضون اتصالاً من فرع المعلومات يطلب منه الحضور للتحقيق معه، بناءً على إشارة المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات. فهل سيرضخ الأخير للتدخلات السياسية ويوقف بيضون؟ وهل تنجح المصارف في تأديب الجمعية لتكون عبرةً لغيرها كي لا «تسوِّل نفس» أحد من المودعين له تقليدها؟