جاد بريطع / 2 – 8 – 2019
لست أدري لماذا كلما حاولت أن أقول فيك كلمة رثاء تطفر الدمعة من عيني؟! لقد عهدناك محباً للحياة لا بل ، عاشقاً لها، هادئاً كما الحمام ، متواضعاً كما السنابل الزاخرة بالقمح
بسيطاً كعشاء الفقراء ، مخلصاً في عملك وعطائك ، عظيم الهمة نظيف القلب واليد واللسان!
من أين أبدأ فيك رحلة كلامي ، وأنت الكلام كلّ الكلام ؟!
أخي محمد..
أيّها الأصيل، الّذي قضى جزء من شبابه في التطوع الإعلامي كمراسل مصور و مسعف يسعف الجراح و يداوي الآلام.. مراسلاً في مجموعة الوادي الإعلامية و مسعفاً في جمعية الرسالة للاسعاف الصحي .. كيف لا و أنت من بيت رسالي مقاوم أصيل ..
كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق ، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة.
وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ، ونختنق بالدموع.
نودعك زميلاً مراسلاً و أخاً صديقاً .. فتنحني قامتنا وكبريائنا تقديراً لروحك المرحة..
محمد .. “المصور” كما يعرفه الكثيرون و تشهد له الساحات و المناسبات الإجتماعية ، حاملاً بيده عدسته الإعلامية في كل زمانٍ و مكان..
تراه يتنقل من مناسبة إلى مناسبة ، يلتقط الصور التذكارية للاحبة.. ولم نعلم يوماً أن صورك الجميلة سنحتفظ بها برحيلك..
فارقت الدنيا و تركت لنا ذكرى طيبة وروحاً نقية..
أخي محمد ، إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود ، سر عرفته و مضيت به في عملك التطوعي وعرفت كيف تجعله نهجاً ونمطاً لحياتك ، فمهما حاول الموت ، لن يمحو ذكراك .
مهما كتبنا من كلمات رثاء ، وسطّرنا من حروف حزينة باكية ، لن نوفيك حقك ، علمتنا الضِحكة الجميلة وغرست فينا حب الحياة و نقاء القلب و العفوية..
شاء القدر أن يغيبك الموت في بلاد الاغتراب ” غينيا الاستوائية ” بعد تعرضك للإصابة بمرض الملاريا الذي لم يمهلك طويلاً.
غبت عنا اليوم.. لكنك باقٍ فينا دائماً..
وحدها الأيام و السنين تبقى بعد الفراق ومعها بعض الذكريات…
رحمك الله أخي محمد عطوي .
Be the first to comment