هل ينجح المواطن في حلّ أزمة الكهرباء باعتماده على الطاقة البديلة ؟

هل ينجح المواطن في حلّ أزمة الكهرباء باعتماده على الطاقة البديلة ؟

مع انتشار ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المباني على امتداد الأراضي اللبنانية، باتت نسبة لا بأس بها من اللبنانيين، قادرة على توليد طاقتها بنفسها، من دون الإستعانة بمصادر طاقة مكلفة أو غير موجودة.
Advertisement

وقد أعاد هذا الأمر الى الواجهة، موضوع إنشاء معامل جديدة لإنتاج الكهرباء، أو ما يعرف بخطة الكهرباء، التي، وحتى الساعة لم تستطع وزارة الطاقة المباشرة بتنفيذها ، على الرغم من التعديلات المتكررة والعديدة، التي أدخلت عليها.
فهل يمكن أن تكون هذه الألواح بديلاً عن معامل الطاقة، وأن تحمل الحل النهائي لأزمة الكهرباء المستعصية؟
وهل ينجح المواطن ومن دون أن يعلم ، في حلّ أزمة الكهرباء التي عجز عنها الكثيرون؟

لا إحصاءات دقيقة حتى الساعة

السؤال عن نسبة المنازل أو المعامل التي باتت اليوم تعتمد على الطاقة البديلة في عملية توليد الكهرباء، حملناه إلى الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، الذي أكد أنه “حتى الآن لا إحصاءات دقيقة حول عدد المنازل التي باتت تستعمل الطاقة الشمسية، خصوصاً وأن هذا الأمر يتجه في مسار تصاعدي منذ بداية العام، ومع اشتداد أزمة الكهرباء، وغلاء أسعار المولدات”، متوقعاً” إمكانية الوصول إلى ما يقارب الـ120 ميغاوات سنوياً ، وذلك إذا ما استمرت الوتيرة على حالها”.
ولفت شمس الدين في حديث عبر “لبنان 24” إلى “أن عدداً من القرى، بات اليوم يعتمد وبشكل كامل على الطاقة الشمسية، كما ان هناك العديد من المصانع والمؤسسات الكبرى التي استغنت عن كهرباء المولدات أو “كهرباء الدولة” واتجهت إلى الطاقة المتجددة، وبالتالي فقد تراجع الضغط على الشبكة”.

لا بديل عن المعامل
وانطلاقاً من هذه الفورة الكبيرة في هذا القطاع، هل يمكن الإستغناء عن بناء المعامل، أو البحث في خطة كهرباء بديلة؟
هنا يشير الباحث في مجال الطاقة في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت مارك أيوب ، إلى أن من يعتمد على الطاقة البديلة في إنارة منزله، سيخفف من اعتماده على الكهرباء الثانية، إلاّ أن هذا الأمر، وإن كان يساهم في التخفيف من الطلب على الشبكة، إلا أن اللبناني سيظل مضطراً للاعتماد على “كهرباء الدولة” أو المولدات خصوصاً في فصل الشتاء”.
ولفت في حديث عبر “لبنان 24” إلى “أنه وعلى الرغم من أن الحاجة الى الطاقة انخفضت بنسبة أقلها 10 في المئة، إلا أن هذا الأمر لا يحول دون انشاء المعامل، لأن الطاقة البديلة ليست موجودة بشكل دائم في لبنان، وبالتالي فإن المعامل يجب أن تندرج ضمن الخطة البديلة، لتأمين الطاقة في الأوقات الصعبة”.
وتابع: “وانطلاقاً من أن المعامل في لبنان باتت مهترأة بشكل كبير، فإن البديل عنها مطلوب وبشكل سريع.”
وشدد على أنه” لا يمكن الإعتماد على الطاقة الشمسية ونشرها على كامل الأراضي اللبنانية”، مشيراً إلى “أن هذا الأمر لن يكون بمتناول الجميع، وبالتالي فإن هذه الفورة ستصل إلى نهايتها في وقت قريب، فضلاً عن أن ما من مجال كاف في المدن والسطوح، لكي يكون لكل مواطن مساحته الخاصة لتركيب ألواح الطاقة، وعليه فإن الحاجة إلى معامل أمر ضروري، خصوصاً وأن كلفة الواح الطاقة مرتفعة جداً”.