هل سيشهد لبنان “تسونامي” وما قصة انحسار مياه البحر في منطقة عدلون

لم يكن ينقص اللبنانيين سوى الأخبار المتداولة التي تحذّر من خطر “تسونامي” مدمّر على غرار الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية مطلع الشهر الجاري، ليُضاف هم جديد ويزرع الخوف في نفوس المواطنين التي لم تهدأ من القلق المرافق للهزات التي شهدها البلد الأسبوعين الماضيين. 

وأثارت مقاطع فيديو وصور تظهر “انحسار مياه البحر” في منطقة عدلون جنوب لبنان وظهور تصدعات في صخور أحد الشواطئ، ضجة كبيرة في البلاد، وهلعًا غير مسبوق.

فما إمكانية وخطورة حدوث ذلك؟

موقع “العهد” الإخباري تواصل مع الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان الدكتور معين حمزة الذي نفى نفيًا قاطعًا كل ما يتم تداوله حول تسونامي محتمل، مكتفيًا بالإشارة الى أنّ هذا الأمر عار عن الصحة.

وقد أصدر المجلس الوطني للبحوث العلمية بيانًا توضيحيًا حول ظاهرة تراجع مياه البحر، وقال “إنّ العديد من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تتداول روايات ومشاهدات عن تراجع مياه البحر وانخفاض مستواه بمحاذاة الخط الساحلي اللبناني”.

وأضاف: “كذلك، كانت وسائل إعلام عالمية تحدثت سابقًا عن تراجع مياه البحر في العديد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وإزاء ذلك، يفيد المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أن تراجع مياه البحر مرتبط علميًا بحركة المد والجزر والتي قد يحدث أن تكون أقوى في بعض السنوات، علمًا أن الطقس الصافي وعدم وجود عواصف أو أمواج يجعل ملاحظة وجود الجزر أكثر وضوحًا”.

وتابع: “كما يفيد المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أنه لا صحة لما يتم تداوله عن تراجع البحر بسبب حتمية وصول أمواج تسونامي حيث إنه لم يتم تسجيل أي هزة أرضية في البحر المتوسط يمكن أن تسبب هكذا أمواج”.

وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور 

وفي سياق متصل، أصدرت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور بيانًا – أمس الأحد – نفت فيه الأخبار المتداولة عن تسونامي في لبنان، مشيرةً إلى أنه لا يوجد أيّ أثر حالي لحدوثه.

وقالت الوحدة في بيان “إنه يتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن حال البحر وإثارة القلق عن تسونامي محتمل وقوعه على شاطئ المتوسط”، مشيرة إلى أنه “بعد التواصل مع مركز علوم البحار ومركز البحوث العلمية، فإن ما يهم تأكيده هو أنه لا وجود لأي تسونامي محتمل طالما أنه لم يحدث أي زلزال في البحر”.

وأضافت “إن حال التراجع في البحر هي طبيعية تتعلّق بالمد والجزر الطبيعي للبحر والتي تتأثر بحركة الكواكب لا سيما وضعية القمر وحركته التي تؤثر على حالتي المد والجزر، وبالتالي فإنّ الحالة المشهودة على شاطئ المتوسط طبيعية ولا داعي للهلع أو الخوف”.

وأهابت الوحدة بمواقع التواصل الاجتماعي توخي الدقة في نقل الأخبار خصوصًا تلك التي تحتاج الى أدلة علمية والتي يجب تأكيدها من مصادرها الرسميّة والعلميّة.

مدير المركز اللبناني للغوص

من جانبه، أشار مدير المركز اللبناني للغوص يوسف جندي أنه “بالنّسبة لما يشاع اليوم أن المد الحاصل حاليًا غير طبيعي، فهذا كلام غير دقيق ولا صحة له، فنحن كأبناء ساحل ومنذ أكثر من ثلاثين عامًا رأينا تراجعًا لمياه البحر بين شهري شباط ونيسان أكثر من التّراجع الذي نراه اليوم، وكما هو معروفٌ لدى السكان المقيمين في مساكن قريبة من الشاطئ فإنّ الجزر كلّ عامٍ يكون في ذروته في شهر شباط”.

وتابع: “أمّا بالنّسبة لما نراه اليوم على الشواطئ اللبنانية حيث يبدو الجزر كبيرًا، فذلك يعود إلى أن حال البحر هذا الأسبوع هادئة ولا توجد فيها أمواج مرتفعة، وهنا لا بدّ لنا أن نؤكد أن كل ما يحصل هو أمر طبيعي ولا داعي للقلق، ولا تنذر بأي تسونامي”.