مهنة جديدة في لبنان: “عطيني سيارتك وأنا بنطر عنك”

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

على طول خط البنزين الذي لا ينتهي بإتجاه المحطة الوحيدة التي فتحت في النبطية، فيما اقفلت باقي المحطات بإنتظار التسعيرة الجديدة، وجوه عابسة، ووجوه غاضبة، معظم المنتظرين من أصحاب المهنة الجديدة “عطيني سيارتك وانا بنطر عنك”، اذ دخلت مهنة جديدة أفرزتها أزمة المحروقات “ما تعتل هم نحن مننطر عنك”، شبان من مختلف الاعمار باتوا يشتغلون في مهنة الانتظار في طابور الذلّ لقاء بدل مالي يتراوح بين الـ30 و50 الف ليرة، اذ يفضل كثر أن ينتظر غيرهم عنهم، لأن أعصابهم ” تلفت” على حسب ما يقولون، ويجزم كثر ممن امتهنوا هذه الوظيفة الظرفية أن الانتظار الطويل يضرّ بالصحة، غير أنهم يبتكرون حلولاً لذلك، فهم يعتمدون نظام “حجز الادوار” قبل نهار ويشكّلون حلقة مترابطة في ما بينهم، بحيث من الصعب اختراق خطهم، عادة ما يتواصلون مع اصحاب المحطات لمعرفة توقيت بدء تعبئة البنزين، وهو ما يسهّل عليهم المهمة.

وفق عادل “نحجز دوراً قبل ساعتين، نترك السيارة ونعود مع بدء عملية تعبئة البنزين”، ويضيف “من الصعب الانتظار لساعات ولكن لقمة العيش مرّة، فنحن في قلب المعركة، كل شيء حولنا مفقود”. دخل عادل في قلب هذه المهنة بعدما فقد كل فرص ايجاد عمل في لبنان، فهو خسر عمله مع بداية “كورونا”، يؤكد أن “مصائب قوم عند قوم فوائد، ويعتبر أن عمله المستحدث “آني ينتهي بمجرّد الخروج من الازمة”، لكنه يرى أنه يسهم في تأمين أدنى متطلباته الحياتية، ويضحك بسرّه “عدنا الى زمن المجدرة وكبة حيلة والبندورة”، ارخص الاكلات التي يمكن تناولها، وعدا عن ذلك فكلّه محرّم على الفقير، فإلى أين ستأخذ الأزمات المواطن بعد؟