من كان يَقصد السيد نصرالله بـ “الخائف” والّذي “يُباع ويُشترى وفي تجارب”؟..
“ليبانون ديبايت” – وليد خوري
لم يَكن خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، بعيدًا عن التوّقعات التي يترقّبها الناس أو السياسيون، فهو، وإنْ انطلق من موضوع الشهداء ليطلّ على مختلف الشؤون السياسية ولعلَّ أبرزها الإستحقاق الرئاسي، فهو تقصّد أن يُوجّه رسالةً وحيدة جديدة لم يتطرَّق إليها في السابق.
نصرالله مثل بقيّة الأطراف، وضع مواصفات رئيس الجمهورية وتجاوز الآخرين بصفةٍ حدَّد الهدف منها وقال: “بالعربي المشبرح، بدنا رئيس في بعبدا ما يخاف، مش إذا صرخوا عليه في السفارة الأميركية أو بالخارجية الأميركية أو بالقيادة الأميركية الوسطى فضلًا عن الأعلى منهم ببلش يرجف ويخاف ويتنازل، بدنا رئيس شجاع ما يتنازل ويخاف، بدنا رئيس شجاع ما يخاف، يقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، وبصراحة أكثر بدنا رئيس لا ينباع ولا ينشرى، وفي تجارب طبعاً، في شنط جاهزة وفي دول ما عندا مشكلة تشتري رئيس بخمسين مليون ومية مليون، إذا كنا عن جدّ وطنيين وإستقلالين ودعاة حرية، يجب أن نبحث عن رئيس جمهورية لا يخاف ولا يبيع ولا يُشترى”.
فَمن كان يَقصد نصرالله بـ “الخائف” ومن كان يقصد بمن “يُباع ويُشترى وفي تجارب”؟
وبالتمعّن بهذا المقطع من كلمة نصرالله وتحديده “من تصرّخ عليه السفارة الأميركية أو الخارجية الأميركية أو القيادة الأميركية الوسطى”، فهو قصد قائد الجيش جوزاف عون، الذي يعتبر بالنسبة إلى “حزب الله” مرشح الولايات المتحدة والسعودية الجدّي الوحيد.
وبالتوّقف عند كلمة “مَن يخاف ويتنازل”، تستحضر أمامنا ما ذكرته صحيفة “الاخبار” المقربة من الحزب في مقال للصحافي “وفيق قانصوه” بتاريخ 27 تشرين الأول 2022 حمل عنوان “تفاوض سري واتصال من القيادة الأميركية الوسطى سحب الخط 29 من التداول: رحلة الخطوط من الخطيئة الأصـلية إلى التفاهم على الـ 23” عندما تحدَّثت قانصوه عن رحلة ترسيم الحدود من خطّ هوف مروراً بالخطّ 29 وصولًا إلى الخطّ 23 ، فعندما كان قائد الجيش يضرب في الأرض ويعلن التمسك بالخطّ 29 قبل أن يزوره الوسيط الأميركي آموس هوكشتين، والسفيرة الأميركية دورثي شيا، ويؤكدان استحالة قبول إسرائيل بالخطّ 29 وأنّ الإصرار عليه يعني وقف التفاوض ويتبلّغ منهما الموقف شخصياً، إلّا أنه بقي مُصرّاً على موقفه، ولكن فجأة سُحب الخط 29 من التداول ونأت اليرزة بنفسها عن الموضوع وأكدت أنها خلف السلطة السياسية، التي كانت اتخذت قراراً بطرح الخطّ 23 متعرجاً، لا سيّما بعد تلقي قائد الجيش، إتصالاً من قائد القيادة الوسطى الأميركية.
“بالعربي المشبرح”، أرسل السيد نصر الله رسالته إلى قائد الجيش. وزعم أنه يأتمر بالأوامر الأميركية من أعلى الهرم إلى أسفله، وهذا بطبيعة الأمر بالنسبة إلى “حزب الله” لن يكون الرئيس الذي يحمي المقاومة التي شدَّد عليها نصرالله، رغم “الودّ” الذي طبع العلاقة بين الحزب والرجل طيلة الفترة الماضية والتعاون بينهما، لأن قيادة الجيش شيء مختلف تماماً عن رئاسة الجمهورية. ورئاسة الجمهورية بالنسبة إلى الحزب، هي الشيء الوحيد الذي لا يُمكنه التفريط بها وكما قال السيّد، فالرئيس “حامي ظهر” المقاومة، وبالنسبة له من يتنازل مرة أمام الضغوطات فليس من المسُتبعد أن يتنازل ويقبل بمواجهة المقاومة في سبيل استرضاء الأميركي.
وبذلك يكون السيد نصر الله، استبعد كلياً العماد جوزاف عون من السباق الرئاسي، ووضع الفيتو النهائي على إمكانية وصوله بعدما كانت الأجواء توحي بارتفاع منسوب حظوظه مع ما حملته المؤشرات عن تأييدٍ بطريركي لوصوله وإن بشكلٍ غير رسمي .
أمّا من كان يقصد السيّد بـ “من يُباع ويشترى ولدينا تجارب”، فهو بالتأكيد لم يقصد الرئيس أميل لحود ولا الرئيس ميشال عون، فهل كان بيت القصيد الرئيس ميشال سليمان، الذي لم يُنهِ عهده على خير مع الحزب والمقاومة ورفض ما أسماه “المعادلة الخشبية”؟.
هو غمز من قناة المال لكنه كان واضحاً أنّ الرسالة الأهمّ هي برسم قائد الجيش.