معرض مجد كرديّة “الطريق بأصحابه” ..فرادة التجربة والإتقان.
خاص صور برس / زينب نعمه
“أيتها الساحرة كيف تُعطين معنى لهذه الحياة الخربوطيّة” ..
هذه واحدة من العبارات المكتوبة على إحدى لوحات الفنان السوريّ الشاب مجد كرديّة المتواجدة في المعرض الإستيعادي الأول في بيروت، والذي حمل عنوان “الطريق بأصحابه” .يقام المعرض في مبنى جريدة السفير في الحمرا، وقد أُنجز بالتعاون بين “فن -fann A porter”
و”ذات” في شراكة فعّالة .
يعدّ كرديّة ظاهرة استثنائية فريدة في عالم الرسم الإحترافي المتقّن. اتخذ منحىً يختلف كثيرا” عن باقي الفنانين، إذ تتسّم لوحاته بالفكرة الفذّة والغريبة ، والمعاني الكبيرة والعميقة التي تحويها هذه الأعمال .
طاقةٌ جميلة تنساب إلى روح الزائر عند تنقّله بين اللوحات الرائعة والألوان المتنوّعة والمختلفة .
بهجة فريدة وابتسامات كثيرة ترسمها أعمال الفنان مجد على ثغور زوّار المعرض الذين يتنقلون بشغفٍ بين اللوحات التي تزيّن جدران السفير بالألوان الزاهية المتناسقة.
يُجمع معظم الزائرين أنّ الأعمال تتسّم بذكاء وعبقرية وروعة استثنائية ، لا نراها إلاّ في ما ندر.
بعض اللوحات تمزج ما بين الرومنسية والعبثية، بعضها الآخر يحمل رسائل مبطّنة ، وبعضها تصنّف ضمن خانة الكاريكاتورية البحتة.. وبعضها هي عبارة عن فوضى خلّاقة بسبب كثرة تواجد الألوان وتمازجها بشكل فوضوي ولكن جذاب وفريد..
المعرض هو عبارة عن كشكول من الأعمال المميّزة والأنماط المتنوّعة التي لا نراها كل يوم حسب آراء بعض الزوّار ، بل قد لا نراها بهذه الفرادة عند فنانين آخرين.
اللوحة ليست نزهة سهلة..
يقول مجد كرديّة أنّ الأفكار الذي يضعها في لوحاته هي عبارة عن جذور تمتدّ في الأرض وتوصل خيالنا إلى عنان السّماء، وهي بحاجة إلى تدريب مستمرّ وطويل كي تتحوّل إلى رسمة ولوحة مؤثّرة..
وردا” على سؤال عن هدف وضع عبارة داخل كلّ لوحة، أكّد كرديّة أنّ المجتمعات العربية والشرقية تميل إلى الكلمة ،على قاعدة “في البدء كانت الكلمة”، والعبارات الموجودة على معظم لوحاته هدفها إيصال الفكرة بشكل أوضح وأدقّ وأكثر فهما” وتأثيرا”، وأحيانا” يكون دورها تهكميا” باعثا” للضحك والابتسامة في الدرجة الأولى، مترافقة مع رسالة إنسانية أو فكرة محددة واضحة لا يشوبها أي لبس ، وأحيانا” قد تطلق العنان لخيال المشاهد .
أعمال كرديّة هي خلاصة عمل دؤوب لسنوات طويلة ،يجمع ما بين الإلهام من جهة، والتقنيات الأساسية والضرورية لعمل متقن، يضاف إليها إحساس الفنان المرهف وفكره المتقّد.
كلّ هذه العناصر مجتمعة مع عبقريّة وثقافة فذّة أدّت إلى ولادة لوحات بهذه الروعة والجمالية ،مختلفة الأنماط والألوان تحمل رسائل حبّ وأمل وتعاون وتشكّل رؤية فنيّة عميقة لتنتج فعلا” فرادة في التجربة وريادة في الأعمال لهذا الفنان الشاب.
يستمرّ المعرض لغاية ٢٦ حزيران من الساعة ٩ صباحا” حتى ٩ مساء”.