كارتيل “الأوكسجين” يتحكم بالبلد ونقص حاد في مُستشفايات الجنوب .

ضغوطٌ هائلة تواجه الأنظمة الصحية في لبنان بعد أن أخذت أزمة نقص الأوكسجين في المستشفيات بعداً سياسياً بمعزل عن صحة المواطنين. 

نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لم ينتظر كثيراً إعلان سوريا تقدمة 75 طناً من الأوكسيجين إلى لبنان، ليخرج في تصريح على قناة اعتادت تزييف الوقائع وبث الأخبار التضليلية بأن مخزون المستشفيات كافٍ، لا أزمة، وكأن شيء لم يكن. 

للإطلاع على أوضاع المستشفيات أجرى موقع العهد الإخباري حديثاً مع معاون مدير مستشفى راغب حرب الدكتور حسن سلامي الذي كشف معاناة مستشفيات الجنوب من نقص حاد في مادة الأوكسجين منذ أكثر من أسبوع. 

سلامة رد على هارون بأن هناك مصنّعين في لبنان يلبّون حاجة المستشفيات، واصفاً هذين المصنّعين بالكارتيل الذي يقسم لبنان جغرافياً، فيمنع المصنع الأول نظيره من الدخول إلى نطاقه، فالذي يوزع في الجنوب لا يوزع في مناطق أخرى.

وأوضح سلامة أن الشركة التي تعطي مناطق الجنوب والبقاع أعلنت منذ أسبوع أن عطلا طرأ على أجهزتها يمنعها من تلبية حاجات السوق، مستنداً إلى حادثة في مستشفى الشيخ راغب التي تمتلك خزاناً بسعة 7000 ليتر من الأوكسيجن يكفيها عادة لمدة شهر. إلا أنه ترافقاً مع أزمة كورونا زاد الاستهلاك بأكثر من عشرة أضعاف. 

وتابع ” أخذنا إجراء بشراء وطلبنا من الهيئة الصحية الإسلامية أجهزة الأوكسيجن الكهربائية التي توزعها على البيوت بسعة 10 ليتر، تحسباً لأي نقص طارئ في المستشفى قد يؤدي إلى موت المرضى”. 

ولفت سلامة إلى أن “تكلفة هذه الأجهزة باهظة بحوالي 40 ألف دولار، وليست متوفرة في كل المستشفيات كما لا تستطيع أي متسشفى تأمينها”. مبيناً أن هناك عدد ضخم من الأطنان المطلوبة لا يستطيع المصنعين الذي تحدث عنها هارون تلبيتها. 

سلامة اعتبر أن موقف نقيب المستشفيات هو من منطلق سياسي بحت لتبني خطاب الام تي في و14 اذار، مؤكداً أن المستشفى في حالة استنفار يومي لتأمين مادة الأوكسيجن. 

في ختام حديثه لموقع “العهد” دعا سلامة إلى تحييد صحة المواطن عن الصراع السياسي قائلاً “لا يجب أن تكون ساحة حرب سياسية” 

بدوره، علي عبد الله رئيس مجلس إدارة مستشفى رياق أوضح ما حصل حيث أن مدير احدى الشركات التي توزع الأوكسجين على الأراضي اللبنانية وتستورد من سوريا تواصل مع وزير الصحة وطلب منه النجدة والحل السريع. 

وأثنى على ما قام به الوزير حسن من اتصالات، ثم ذهابه إلى دمشق لحل المشكلة، مشدداً على أن التلبية السريعة والجهد مع القيادة السورية هو إنجاز كبير يسجل للوزير.