في يوم اللغة العربية: بهيجة كتبت في الثانية والتسعين

جريدة الأخبار – زينب نعمة

«كأنّي خرجت من العتمة إلى الضوء»، هكذا عبّرت بهيجة (92 سنة) عن شعورها عندما خطت للمرّة الأولى باللّغة العربية. السيدة التحقت بدورات لمحو الأميّة واختارت تحدّي النقش في الحجر. وبالرغم من أمراضها الكثيرة، استطاعت أن «تفكّ الحرف» وأن تقرأ وتكتب وتثبت لكثيرين أنّ الإرادة القوية والإصرار يجترحون المستحيل.

يقول مدير جمعية «النور لتعليم القراءة والكتابة»، فؤاد بزي، لـ«الأخبار» إنّ قصص الناس مع تعلّم اللغة العربية متنوّعة وملهمة كتجربة بهيجة.

الجمعية، التي بدأت عملها عام 2005، خرّجت أكثر من ١٣ عشر ألف شخص بأعمار وجنسيات مختلفة، حيث التحق بالدورات الآلاف بهدف تعلّم القراءة والكتابة باللغة العربية.

التحق بالجمعية طلاب أجانب مقيمون في لبنان، إضافة إلى عدد من أولاد المغتربين، استفادوا من المنهج التدريسي للغة العربية المستخدم في هذه الدورات.

تصف الكاتبة والمترجمة الإيرانية، مريم ميرزاده، مقدار جمال وروعة اللغة العربية. وفي حديث لـ«الأخبار» تقول إنّها بدأت بكتابة القصائد والنصوص القصيرة باللغة العربية باكراً، وهي في عمر 10 سنوات، بمساعدة والدها المترجم والمدبلج الذي شجعها على الاستمرار وتطوير نفسها ومهاراتها في الكتابة.

تحديات كبيرة تواجهها اللغة العربية، بحسب ميرزاده، بسبب الغزو الثقافي والعولمة وضخّ المفاهيم والمعاني المصطنعة واللغة المبتذلة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

أما أسماء (25 عاماً)، وهي شابة إيرانية تعيش في لبنان، فتؤكّد لـ«الأخبار» أنّ اللغة العربية تعني لها كثيراً «لأنّها لغة القرآن والدين الإسلامي نزل فيها. وفي إيران يتمّ تدريس اللغة العربية في المناهج التربوية من أجل تلاوة القرآن الكريم والأحاديث الشريفة».

تقول أسماء إنّ اللغة العربية ساعدتها في التواصل الاجتماعي بين الناس بعد مجيئها إلى لبنان واستقرارها فيه منذ بضع سنوات، كذلك في مجال عملها حيث تعمل في مؤسسة إعلامية.

وكانت إدارة «الأمم المتحدة للتواصل العالمي» قد أعلنت يوم 18 كانون الأول «اليوم العالمي للغة العربية» لتعزيز الوعي بتاريخ اللّغة وثقافتها وتطوّرها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.